في وصف يومٍ حارٍّ - حسن الحضري

لهيبٌ مِن الرَّمضاءِ يبدو كأنما
جهنَّمُ تُلقِي حرَّها ثُمَّ تلفحُ

إذا الشَّمسُ حلَّتْ في السَّماءِ محلَّها
تدلَّتْ بسهمِ الموتِ مِن حيث يُفصِحُ

سمومُ أفاعٍ أو قتادٌ مسوَّمٌ
تَمُوجُ به رِيحُ السَّمُومِ وتَسرحُ

ترى بَرَدَ الأشطان صهدًا بقَيظِه
إذا أقبلتْ بين الجداولِ تمرحُ

ترى الهقلةَ الصَّمَّاءَ تحدو بربِّها
خمائلَ أقواها الهجيرُ المقدَّحُ

إذا برزتْ للشمسِ ألقتْ بِرَحلِها
ولاذَتْ بأقتابِ القطا وهْي تصدَحُ

وقد أيقنتْ أنَّ السِّباعَ يردُّها
مِن الشمسِ سهمٌ نافذٌ مترنِّحُ

تؤمُّ نميرَ الماءِ من كلِّ موردٍ
لعلَّ نميرَ الماءِ عنها يروِّحُ

تراقبُ دَفْعَ الطيرِ قد ندَّ سربُه
وشدَّ إلى حيثُ العضا والتَّسَدُّحُ

ومالت لِنجمِ اللَّيلِ تخطبُ ودَّه
وقَدْ حجَبتْه الشَّمسُ مِن حيثُ تصبحُ

كأنَّ صغارَ الطَّيرِ تحتَ سمائها
لِسانُ لهيبٍ أو هشيمٌ مقرَّحُ

إذا ما استجارَتْ بالظِّلالِ تكشَّفَتْ
ظلالُ لَظًى تَنفي الثَّواءَ وتَجرحُ

فلا اللَّيلُ يرقِيها ببَردِ نسيمِه
ولا الماءُ يَروي غُلَّةً تتندَّحُ

أليسَ يخافُ المارقونَ بما رأوا
إذا نالهم فيها عذابٌ مصبِّحُ

غداةَ يرَونَ النَّارَ تدعو بحزبِها
لهم بِصَنيع السُّوءِ فيحٌ وأقرُحُ

© 2024 - موقع الشعر