ليلةُ القَدْرِ - حسن الحضري

ليلةُ القَدْرِ تَجَلَّى عَرْفُها
فاغتَنِمْ منها رِضاءَ الخالقِ

فاستَقِمْ ثُمَّ تقرَّبْ إنَّه
ليس يَجفُو قلبَ عبدٍ صادقِ

كلُّ شيءٍ قد حَوَتْهُ يَدُهُ
وإليهِ كلُّ أمرٍ عالِقِ

ربِّ فاغفِرْ وتقبَّلْ تَوبَتي
وأجِبْ سُؤْلَ فؤادٍ وامِقِ

في دُجَى اللَّيلِ وفي أسحارِهِ
باتَ يدعوكَ لِهَمٍّ طارِقِ

باتَ يدعوكَ وما يَسمَعُهُ
أحدٌ يَعلَمُهُ بالخافِقِ

أنتَ أنتَ البَرُّ أنتَ المُرتَجَى
وإليكَ المُلتَجَا في الغاسِقِ

أنتَ تَهدِي كلَّ نفسٍ أمرَها
مِن نعيمٍ أو شقاءٍ حارِقِ

أنتَ لا غيرُكَ يا ربَّ الورى
وبِها دانُوا فما مِنْ آبِقِ

كاشِفُ السُّوءِ فلا يَقْنَطُ مِن
عفوِهِ كلُّ فؤادٍ فارِقِ

ماحِقُ الظُّلمِ فلا يُعجِزُهُ
كيدُ باغٍ أو بَغِيضٍ فاسِقِ

ويقولونَ متى هذا إذًا
قُلْ قريبًا بعذابٍ ساحِقِ

إنَّ ربَّ النَّاسِ مِن فوقِهِمُ
وحَوالَيْهِمْ دُعاءُ الواثِقِ

رَبِّ نصرًا فوقَ ما آمُلُهُ
ونعيمًا في المعادِ اللَّاحِقِ

© 2024 - موقع الشعر