لا يسألون - أحمد علي سليمان

فيمَ السؤالُ وقد نالوا الذي طلبوا
ولم يعُد - لبقاء الملتقى - سببُ؟

تظن خيراً بمن عهودُهم مَرَجتْ
وبالنذالة والجهالة اختضبوا

تُريد مِن جوقةٍ مريضةٍ قِيَماً
أتنشدُ الصدقَ فيمن دِينه الكذب؟

وكيف ترجو من الأوغاد مَكرمةٌ؟
وهل لديهم تُقىً يُرادُ أو أدب؟

وكيف تأمل في الأنذال بعضَ حَيَا
وهم بباطلهم - بين الورى - اعتصبوا؟

تا الله ما العيبُ في هذا الغثا أبداً
فهؤلاء لهم - بظلمهم - نسب

العيبُ فيكَ ، وإن أطرقت مُعتذراً
أليس عندك في وزن الورى لَبَب؟

ميزانك اليوم قد طاشت مثاقله
فقد تساوى لديه القش والذَّهب

أغرّك القومُ في أقوالهم مَلقٌ
يسبي الفؤادَ ، إليه الشهمُ ينجذب

أتوْك يَرجون أن تُقضَى حوائجُهم
وخِلت أن كبير القادمين أب

وكم تزلفَ هذا الجمعُ مُحتملاً
ما ترتجيه ، ولو عانيت ينتحب

حتى غدوت لهم ضحية رخُصتْ
حقوقها اليومَ - رغم الأنف - تُغتصب

هل بعد أن أدركوا يا صاح بُغيتهم
تريد حقاً - من الباغين - يُطلب؟

لن يسألوا عنك إذ حازوا مَآربهم
وحققوا كل ما قد كان يُرتقب

© 2024 - موقع الشعر