لا افتِخـارٌ إِلّا لِمَـن لا يُضـامُ - أبو الطيب المتنبي

لا افتِخارٌ إِلّا لِمَن لا يُضامُ "
" مُدرِكٍ أَو مُحارِبٍ لا يَنامُ

لَيسَ عَزمًا ما مَرَّضَ المَرءُ فيهِ "
" لَيسَ هَمًّا ما عاقَ عَنهُ الظَلامُ

وَاحتِمالُ الأَذى وَرُؤيَةُ جاني "
" هِ غِذاءٌ تَضوى بِهِ الأَجسامُ

ذَلَّ مَن يَغبِطُ الذَليلَ بِعَيشٍ "
" رُبَّ عَيشٍ أَخَفُّ مِنهُ الحِمامُ

كُلُّ حِلمٍ أَتى بِغَيرِ اقتِدارٍ "
" حُجَّةٌ لاجِئٌ إِلَيها اللِئامُ

مَن يَهُن يَسهُلِ الهَوانُ عَلَيهِ "
" ما لِجُرحٍ بِمَيِّتٍ إيلامُ

ضاقَ ذَرعًا بِأَن أَضيقَ بِهِ ذَر "
" عًا زَماني وَاستَكرَمَتني الكِرامُ

واقِفًا تَحتَ أَخمَصَيْ قَدرِ نَفسي "
" واقِفًا تَحتَ أَخمَصَيَّ الأَنامُ

أَقَرارًا أَلَذَّ فَوقَ شَرارٍ "
" وَمَرامًا أَبغي وَظُلمي يُرامُ

دونَ أَن يَشرَقُ الحِجازُ وَنَجدٌ "
" وَالعِراقانِ بِالقَنا وَالشَآمُ

شَرَقَ الجَوُّ بِالغُبارِ إِذا سا "
" رَ عَلِيُّ ابنُ أَحمَدَ القَمقامُ

الأَديبُ المُهَذَّبُ الأَصْيَدُ الضَر "
" بُ الذَكِيُّ الجَعدُ السَرِيُّ الهُمامُ

وَالَّذي رَيبُ دَهرِهِ مِن أُسارا "
" هُ وَمِن حاسِدِي يَدَيهِ الغَمامُ

يَتَداوى مِن كَثرَةِ المالِ بِالإِق "
" لالِ جودًا كَأَنَّ مالاً سَقامُ

حَسَنٌ في عُيونِ أَعدائِهِ أَق "
" بَحُ مِن ضَيفِهِ رَأَتهُ السَوامُ

لَو حَمى سَيِّدًا مِنَ المَوتِ حامٍ "
" لَحَماكَ الإِجلالُ وَالإِعظامُ

وَعَوارٍ لَوامِعٌ دينُها ال "
" حِلُ وَلَكِنَّ زِيَّها الإِحرامُ

كُتِبَت في صَحائِفِ المَجدِ بِسمٌ "
" ثُمَّ قَيسٌ وَبَعدَ قَيسِ السَلامُ

إِنَّما مُرَّةُ بنُ عَوفِ بنِ سَعدٍ "
" جَمَراتٌ لا تَشتَهيها النَّعامُ

لَيلُها صُبحُها مِنَ النارِ وَالإِص "
" باحُ لَيلٌ مِنَ الدُخانِ تَمامُ

هِمَمٌ بَلَّغَتكُمُ رُتَباتٍ "
" قَصُرَتْ عَن بُلوغِها الأَوهامُ

وَنُفوسٌ إِذا انبَرَت لِقِتالٍ "
" نَفِدَت قَبلَ يَنفَدُ الإِقدامُ

وَقُلوبٌ مُوَطَّناتٌ عَلى الرَو "
" عِ كَأَنَّ اقتِحامَها استِسلامُ

قائِدو كُلِّ شَطبَةٍ وَحِصانٍ "
" قَد بَراها الإِسراجُ وَالإِلجامُ

يَتَعَثَّرنَ بِالرُؤوسِ كَما مَر "
" رَ بِتاءاتِ نُطقِهِ التَمتامُ

طالَ غِشيانُكَ الكَرائِهَ حَتّى "
" قالَ فيكَ الَّذي أَقولُ الحُسامُ

وَكَفَتكَ الصَفائِحُ الناسَ حَتّى "
" قَد كَفَتكَ الصَفائِحَ الأَقلامُ

وَكَفَتكَ التَجارِبُ الفِكْرَ حَتّى "
" قَد كَفاكَ التَجارِبَ الإِلهامُ

فارِسٌ يَشتَري بِرازَكَ لِلفَخ "
" رِ بِقَتلٍ مُعَجَّلٍ لا يُلامُ

نائِلٌ مِنكَ نَظرَةً ساقَهُ الفَق "
" رُ عَلَيهِ لِفَقرِهِ إِنعامُ

خَيرُ أَعضائِنا الرُؤوسُ وَلَكِن "
" فَضَلَتها بِقَصدِكَ الأَقدامُ

قَد لَعَمري أَقصَرتُ عَنكَ وَلِلوَف "
" دِ ازدِحامٌ وَلِلعَطايا ازدِحامُ

خِفتُ إِن صِرتُ في يَمينِكَ أَن تَأ "
" خُذَني في هِباتِكَ الأَقوامُ

وَمِنَ الرُشدِ لَم أَزُركَ عَلى القُر "
" بِ عَلى البُعدِ يُعرَفُ الإِلمامُ

وَمِنَ الخَيرِ بُطءُ سَيبِكَ عَنّي "
" أَسرَعُ السُحبِ في المَسيرِ الجَهامُ

قُل فَكَمْ مِن جَواهِرٍ بِنِظامٍ "
" وُدُّها أَنَّها بِفيكَ كَلامُ

هابَكَ اللَيلُ وَالنَهارُ فَلَو تَن "
" هاهُما لَم تَجُز بِكَ الأَيّامُ

حَسبُكَ اللهُ ما تَضِلُّ عَنِ الحَق "
" قِ وَما يَهتَدي إِلَيكَ أَثامُ

لِمَ لا تَحذَرُ العَواقِبَ في غَي "
" رِ الدَنايا أَما عَلَيكَ حَرامُ

كَم حَبيبٍ لا عُذرَ في اللَومِ فيهِ "
" لَكَ فيهِ مِنَ التُقى لُوّامُ

رَفَعَتْ قَدرَكَ النَزاهَةُ عَنهُ "
" وَثَنَتْ قَلبُكَ المَساعي الجِسامُ

إِنَّ بَعضًا مِنَ القَريضِ هُذاءٌ "
" لَيسَ شَيئًا وَبَعضَهُ أَحكامُ

مِنهُ ما يَجلُبُ البَراعَةُ وَالفَض "
" لُ وَمِنهُ ما يَجلُبُ البِرسامُ

© 2024 - موقع الشعر