بل هو الشارع إذن! (نزيل الفندق) - أحمد علي سليمان

ما لي وقوم - إلى الرذيلة - انحدروا
وبالفواحش فيما بينهم جهروا

تحللوا ، وسَوادُ الليل يلعنهم
وفي التهتك والدياثة اتجروا

وعاقروا الخمر حتى غاب عاقلهم
عن الوجود ، فتعساً للألى سَكِروا

واستعذبوا العُهرَ ، قد راجت بضاعته
وفي جُيوبهمُ الأثمانُ والأجر

في فندق رفعَ الأعلامَ مُعلنة
تستقطبُ القوم ، في أهوائهم سَهروا

وكل زانيةٍ جاءت مُزينة
وكل زان له - في قربها - وَطر

همُ البهائمُ لا الأخلاقُ تردعُهم
ولا تراهم عن الكبائر اعتذروا

لا يعرفون مِن الحَلال خردلة
كأنهم بالذي أملى لهم كفروا

يمارسون حرامَ الله في ملأ
كأنهم بالخنا والدعر ما شعروا

هل زل بي قدمي حتى أتيت هنا؟
أم غاب عني النهى والسمع والبصر؟

ألست أبصرُ ما في القوم من نزق
حتى أسائل ما الأوضاعُ؟ ما الخبر؟

كيف السبيلُ إلى النجاة مِن غرق
أنا إليه - بلا شكٍ - سأنحدر؟

في عالم يُحزنُ القلوبَ منظره
ولا يُسرّ به مِن هوله النظر

هذي السويعاتُ أين الآن أمكثها؟
وأين صُقعٌ نأى - عن أهله - الخطر؟

وجاء إبليسُ يُغريني بوَسوسةٍ
وقال أين النجاة - الآن – والوزر؟

هل تُكملُ الليلَ حتى الفجر معتزلاً؟
إني - أراك إلى النعاس - تفتقر

فقلتُ: كلا ، وهل إن نمت تتركني؟
إن الفؤاد - لمَا عاينتُ - يستعر

والنارُ حولي - يمينَ الله - مُوقدة
فإن مكثتُ ، فلي - مِن وَقدها - شرر

والشارعُ الآن لي أولى ، وظلمته
هي المَلاذ ، أنا - بها - سأستتر

ولا مساجدَ تأوي الآن مُغترباً
بعد العشا أغلقت دون الألى عمروا

المستعانُ إلهُ الناس ، أسأله
ليَ النجاة إذن مِن الألى فجروا

© 2024 - موقع الشعر