أشيب لم ينذرْه الشيب - بل هو في موسيقاه - أحمد علي سليمان

سمعتُ عزيفك يا علقمة
وأنكرتُ عزفك ما أشأمه

وعِبتُ الذي جئت من رنةٍ
تصِمّ كأني بها هذرمة

أتنفخ - في البوق - مستهتراً
على آلةٍ تُشبه الحنتمة؟

وتقرع طبلاً علا صوته
بكفٍ تُعربدُ مستلئمة

وتحمل مِزمارة لم تزلْ
تُضل بأنغامها المُبهمة

وتضرب بالرق في فرقةٍ
عليها اللعائنُ من شِرذمة

هو الشيبُ يزجرُ أربابه
وزجر الكهولة أحلى سِمة

فهل أنصتتْ أذنٌ ، أو وعتْ
لتصرف عن غيه (علقمة)؟

يميناً تحيّرتُ في أمركم
وفي الفعلة الفجّة المُجرمة

وفي فرقةٍ جاهرت بالهوى
مجاهرة فاقت الملحمة

وأشيبَ - في أمّها - قائدٌ
وفِرقته - في التعاطي - أمَة

مدى الدهر تعزفُ ألحانها
وعن هدي رب السما مُحجمة

تبيتُ وتصبحُ رهن الصدى
وتمسي له – الدهرَ - مستسلمة

ولم يعطها الشيبُ من عِبرةٍ
وعِبرة شيب الفتى مَكرُمة

© 2024 - موقع الشعر