ضريبة التصابي! (أشيب تزوج عشرينية) - أحمد علي سليمان

حَلَّ المَشِيبُ بِغُدْوَةٍ وَرَوَاحٍ
فَجَنَى الشَّبَابَ وَصَوْلَةَ الأَفْرَاحِ

وإذَا التَّجَاعِيدُ الكَئِيبَةُ أَحْرَقَتْ
وَجْهًا يُعَانِي مِنْ لَظَى الأَتْرَاحِ

وَالظَّهْرُ عُرْجُونٌ تَنَكَّبَهُ الشَّقَا
وَعَلَى الجَبِينِ بَدَتْ دِمَاءُ جِرَاحِ

وَالرأَسُ مِنْ زَمَنٍ كَمِثْلِ ثُغَامَةٍ
كَاللَّيلِ يخْنِقُهُ سَنَا الإِصْبَاحِ

فِيمَ التَّصَابِي وَالمَشِيبُ جَنَى القُوَى
وَمَضَى بِرَوْنَقِ بَأسِكَ الصَّدَّاحِ؟

لَعِبَتْ بِعَقْلِكَ غَادَةٌ مَغْرُورَةٌ
حَتَّى افْتَتَنْتَ بِحُسْنِهَا الوَضَّاحِ

أَغْرَاكَ ثَوْبٌ تَرْتَدِيهِ مُزَرْكَشٌ
وَطَغَتْ عَلَيكَ بِعِطْرِهَا الفَوَّاحِ

حَتَّى رَأَيتُكَ فِي السَّرَابِ ضَحِيةً
وَسِلاحُهَا قَدْ فَاقَ كُلَّ سِلاحِ

وَتَزَوَّجَ الشَّيخُ المُسِنُّ صَبِيةً
لِيُجِيبَ هَاجِسَ حُبِّهِ المِلْحَاحِ

وَإِذَا النَّوَادِرُ قَدْ عَلَتْ نَبَرَاتُهَا
وَالغِيدُ بُحْنَ بِخَاطِرٍ لَمَّاحِ

أَوَلَيسَ أَشْيبُنَا يُحَصِّنُ فَرْجَهُ؟
مَا مِثْلُهُ مِنْ بَينِنَا بِإِبَاحِي

فَلِمَ الإِدَانَةُ ، وَالعَرِيسُ وُقُودُهَا؟
أَوَلَيسَ لِلْتَشْوِيشِ كَبْحُ جِمَاحِ؟

هَذِي ضَرِيبَةُ مَنْ تَصَابَى عَابِثًاً
إِنَّ التَّصَابِي مَعْقِرُ الأَرْوَاحِ

فَلْيأخُذِ الأَشْياخُ دَرْسًا قَاسِيًا
وَرُمُوزُهُ فِي غَايةِ الإِفْصَاحِ

وَلِكُلِّ عُمْرٍ حُكْمُهُ وَرِدَاؤُهُ
طَبْعًا ، وَإِنْ نَاقَشْتَ كُلَّ مُبَاحِ

© 2024 - موقع الشعر