أريج التصابي - الحذاء الكلاسيكي - أحمد علي سليمان

أريجَ التصابي ترفقْ بها
ولا تقض عُمرك في حربها

ألا تستحي يا ربيب الحيا
أراك تزخرفُ عرقوبها

عجوزٌ تمرّق منها الحَلا
ونام المشيبُ على جيبها

ووجهٌ تفور تجاعيده
وجيدٌ تدلى على صدرها

وأما القوامُ فعُرجونة
كواها القتامُ على قطبها

وعينان في وجهها غارتا
من الدمع يقطر في نحبها

وأمراضُ هذي العجوز طغتْ
وحار الأطباءُ في طبها

أراها تعود لما قد مضى
وليست تتوب إلى ربها

عصتْ في الشبيبة ديّانها!
وها هي تعصيه في شيبها

فتلبس نعلاً له حدوة
وتلبس ثوباً يغصّ بها

لها في التبرّج أسلوبُها
ومكياجُها ضجّ من عيبها

وأسنانها ودعتْ فكّها
وظهرٌ تقوّس في جنبها

وأصباغها للبرايا بدتْ
وفاح الدِهانُ على خِلبها

فتوبي فلستِ بمرغوبةٍ
جمالُ الكهولة في توبها

ومثلكِ في القبر يبكي دَماً
على أنه لم يكن نابها

© 2024 - موقع الشعر