الحذاء الكلاسيكي! - أحمد علي سليمان

كنتِ بين الأرواح والأحداقِ
ولكِ اشتاقتْ أمسياتُ الرفاقِ

كم طعنتِ بالنعل قلباً مريضاً؟
وحلا - من بعد الطعون - التلاقي

للكلاب كم كنتِ صَيداً سَميناً
في غياب الضمير والأخلاق

أخذوكِ في مركب الدعر ليلاً
والتشهي يجني على العُشاق

لم يكونوا قد أكرهوكِ عليهِ
بل صحبتِ الأوغادَ بعد اتفاق

كل نذل يأوي إليك صريعاً
أثرَتْ فيهِ فورةُ الأشواق

فرأى الدنيا في جمالكِ حلّتْ
فاشتراكِ بالمال والآماق

ثم أفضى إليكِ كل عشيق
بعد لثم مستقبح وعِناق

ثم جُدتِ - على العشيق - بلحظٍ
ساحر الفحوى حالم غيْداق

وكأن خمر المُجون احتوتْهم
فاحتسوْها طوعاً ، وأنت الساقي

ثم أنهى الذؤبان سهرة أنس
بعدها حانت لحظة الإفتراق

فرموْها من بعد ما جرّدوها
لانتقام يفور في الأعماق

في مكان ما فيه أي نباتٍ
فيه تُخفى السوءاتُ بالأوراق

وسعوْا ناسين الضحيّة تبكي
بدموع تئنّ في الآفاق

رب نعل جنى على مَن تدنتْ
وحِذاءٍ أدى لقطع الساق

© 2024 - موقع الشعر