تُسلم وزوجها المسلم غير راض - أحمد علي سليمان

قلبي يذوبُ ، وخاطري يتحرّقُ
ويكادُ يخنقني البلاءُ المطبقُ

وتهزني مما أعاين لوعة
تأسى لها نفسٌ تحنّ وتشفق

وتدك أعماقي المصائبُ جمة
والروحُ - مِن كيد الخلائق - تشهق

ماذا جرى للناس في هذي الدنا؟
إن الذي هم فيه ليس يُصدّق

هل أمست الطاعاتُ أمراً يُزدرى
وعليه جهراً - في المدائن - يُحنق؟

حتى نرى زوجاً يُعنف زوجه
ويبيتُ يضربُها ، ويُصبحُ يخنق

ويُهينها ، ويسبُها ، ويَغيظها
بئس الحليلُ وخاب ذاك المنطق

ألأنها ارتضتِ الحجابَ شعيرة؟
هذي لمَا شرع المليكُ تطبّق

هل غيرة الإنسان ماتت يا ترى؟
أم أن عبداً - للخنا - يتشوق؟

هل شِرعة الرحمن فينا بُدّلت؟
أم أن عبداً - في الورى - يتفيهق؟

هل وازعُ الأخلاق في الناس انمحى؟
أم أن عبداً - للسفور - يصفق؟

هل سُنة العدنان أظلم نورُها؟
أم أن عبداً - بالشعائر - يَشرَق؟

أختٌ - على الإسلام - يغبطها الورى
وقلوبُهم - بثباتها - تتعلق

أتصدّها عن دينها يا مَن غدا
بجهالةٍ وصفاقةٍ يتحذلق؟

يا هذه الأخت احلمي ، وتصبري
هذا الذي أرجوه ، وهْو الأليق

لا تنكئي جُرحاً يجرّ لكِ الشقا
إن العدو - لمثل ذا - يتشوق

لا ، لن يُضيّعكِ المليك ، فأحسني
فلعل زوجاً قلبُه يترفق

وتحمّلي منه البلاءَ مُقنطراً
فلعل ذنباً - مِن كتابكِ - يُمحق

برئتْ شريعتنا مِن الضرب الذي
في ظله الأضرارُ كم تتحقق

واللهَ أسألُ أن يُديمَ مَودةً
يا أختُ بينكما تسودُ وتعبق

© 2024 - موقع الشعر