فقاقيع الطلح - أحمد علي سليمان

الطلحُ في شوك الرما
دِ ، معذبٌ يتأرجحُ

يهتاجُ مِن حر الكثي
ب ، وقد غدا يترنح

ويثور في وجه العنا
ويمور فيه ، ويكدح

متسربلٌ في حيرةٍ
وينال منه الصيدح

يا طلح ، يا ملك الفوا
كه ، كلها ، بل أملح

أرح الفؤادَ ولا تثر
إن الدياجيَ تلفح

والجهلُ قاتلُ طلعِكم
إن اللظى لا يمزح

في غابةٍ يا طلح نح
يا ، والكرامة تُجرَح

والكل فيها غادرٌ
والكلبُ فيها ينبح

إلا التقيّ فصامتٌ
وإذا تنفس ، يُكبح

في غابةٍ تئد الورى
والوغدُ فيها يُفلح

تطفو الأفاعي فوقها
والقِرش فيها يسبح

والناسُ بعد فمُحْدِثٌ
فتناً تموج ، وتكسح

أو مستريبٌ عابثٌ
أو ببّغاءٌ يصدح

والعمرُ بعدُ فمُسخة
والأمر حقاً فادح

والشوكُ أدمي طلحَنا
والجيلُ هذا مَسرح

كلٌ يؤدّي دوره
والكبشُ فيها ينطح

والقوم في موت الفنا
فوق الكثيب تضرحوا

أما الظلامُ فقوتهم
وإليه كلٌ يطمح

وجدوا طعام البطن سه
لا فانتشوْا ، وتبجحوا

وكذا طعام الفرْج يم
لأ دورهم ، فتوقحوا

أخِذوا من الدين استرا
حوا ، والمنية تطفح

يا طلح كُف عن الجوى
فالجفن قد يتقرح

أما الوضيعُ فسامقٌ
في غيّهِ يتوشح

فارحم فؤادك طلحنا
إن الفؤاد سيُذبح

والحب مذخورٌ لمن
يُرضي المليك ، فيفرح

وعطاؤه للشرع غ
ضٌ ، عن يقين يُفصح

لا يستحِلّ محرماً
إن الحرام لأقبح

كالورد فواحُ الشذى
وعلى السنا يتفتح

لا يعبأ الطلح الأري
ب بحاقد يتقيح

زبدُ العميل سينقضي
وابن السلول سيُفضح

وعصابة الطاغوت يو
ماً تستكين وتنزح

والشعر يوماً في الأنا
م بلا عنا يُتصفح

والطلح ساعتها يُسَ
رّ ويستريحُ ويمرح

© 2024 - موقع الشعر