فأين حق الجوار؟ (تسرق كتب أخيك وتقول أخي؟) - أحمد علي سليمان

كم تلظت في بلاويها ضمائرْ
واستكانت لمآسيها سرائرْ

وافترى في ظلمه نذلٌ خسيسٌ
أضرم الكيدَ ، وضحّى بالأواصر

وامترى الإفكَ يغطي ما تبدّى
مِن عَوار لم يكن إلا بوادر

حاز أسفاري، كأني زرتُ قبري
ومضى بالسطو يزهو ويفاخر

يخدعُ الناسَ لكي يلقى التحايا
أو يقال: عالمٌ جمّ المآثر

أنتَ - والله - جهولٌ لا تساوي
مِدحة غبراءَ يُلقيها مُقامر

فلماذا تلبسُ العِلم رداءً؟
يا سفيها ، هل غدا العِلمُ مظاهر؟

أنت عبد للدنايا والأغاني
لم تكن طالب علم أو مُناظِر

أنت للأزياء عبدٌ مستكينٌ
أنت بالعِصيان للمولى تجاهر

يا أبا جهل أعِدْ أسفار علمي
وتفرَّغ لأغاني كل سامر

إن للعلم رجالاً لستَ منهم
طهُروا سَمتاً وهَدياً وسرائر

وله ضحَّوْا بأوقاتٍ ومال
وديار ، بل ودُور وعشائر

أنت لم تنفقْ على العلم ريالاً
إنما تسرقُ أسفار المسافر

لو تراني لستُ للساطِي شَقيقاً
أين حقُ الجار للجار المجاور؟

© 2024 - موقع الشعر