فاعتبروا يا أولي الأبصار - أحمد علي سليمان

أيها الطفل جُدْ بأغلى الوصايا
دون خوفٍ – يا صاح - بين البرايا

وانشرِ العلمَ في قطيع جَهول
ضلّ قومٌ هم للتدني ضحايا

وابذل الخيرَ ، أنت للخير أهلٌ
إن فعل الخيرات أزكى السجايا

وانصح الناسَ ، إنما النصحُ زادٌ
كم بنصح صحّتْ خطىً ونوايا

وانزع الشوكَ مِن طريق أناس
خمّشتهم دَماً أصولُ الحُلايا

واحمل النورَ إنْ دَهاهم ظلامٌ
فالضياءُ فوراً يُجَلي الخبايا

أنت لم تذنبْ ، بل أتيت صواباً
يا صغيري ، حاشاك فعل الخطايا

والأمورُ قد أسفرتْ عن صباح
والذي قلت مِن عزيز الوصايا

وأراها عادت برُشدٍ وخير
حيث باتت مِن أمّهات القضايا

أنت أهديت - للفقيد - حياة
بعد أن أصلحت الرؤى والنوايا

حيث تاب المخدوعُ توباً نصوحاً
مُغرقاً بالدمع النهى والحنايا

باذلاً في التوب النفيس احتساباً
شاكراً ما أهديته مِن عطايا

غاسلاً كفيْ مستكين حزين
عازماً أنْ لا عودة للدنايا

ثم خطّ الحِمامُ لقيا مليكٍ
يعلمُ الجهرَ - كله - والخفايا

عِبرة هذي دونها أي وصفٍ
وسُموٌ يحوي عظيمَ المَزايا

يا أولي الأبصار استجيبوا ، وتوبوا
ربما حلّت بالعِباد المنايا

كم سمعنا عن غافل قد تمادى
في المعاصي حتى استباح الصبايا

ثم كانت للنذل أخزى أحاجٍ
والرفاقُ يا كم لهم من حَكايا

والرواياتُ في الصحائف خطّتْ
والنشامى تعافُ سردَ الروايا

ربَّ سَلّمْ مما اعترى أهلَ داري
يا سَميعاً مُرّ الدعا والشكايا

© 2024 - موقع الشعر