فاختر لنفسك! (أو ردوها يا مدير) - أحمد علي سليمان

مدحتُك ، لا أرجو على مِدحتي نُعمى
ولُمتك إذ أهملتني عامداً لوْما

وعشتُ أخالُ المدحَ نقصاً وخيبة
إذا عدّد المَدّاحُ في الآي والأسما

ويُزري كثيرُ المدح مَن يحتفي به
إذا شابتِ المَدحَ المبالغة العظمى

وصُغتُ امتداحي – للمدير - تماهياً
مع الوضع ، لا زلفى ، ولا خائفاً سَهما

ولا أبتغي - بالمدح - أسمى مكانةٍ
على عادة المُطرِين إذ أتقنوا اللؤما

وما دمتُ قد أطرَيتُ طلابَ حَفلنا
بأبياتِ شعرٍ تُسمعُ البُلهَ والصُما

فكان لزاماً أن أخصّ مُديرهم
بنصفِ بُييتٍ يُبعد الشك والزعما

ويا ليته ردّ امتداحي ببسمةٍ
لقلتُ: هو الشكرُ المُكافيء قد تمّا

ويا ليته ردّ الجميلَ بمثله
فألقى عباراتٍ تلي الشِعر والنظما

ويا ليته وافى رفاقي بمدحةٍ
لكي يعرفوا قدْري ، فلا أشتكي هَضما

ويا ليته جازى ببعض تفضلٍ
ليُكرمني ، حتى أباهيْ به القوما

ولكنه جافى ، ولم يكُ مُنصفاً
وكال - لغيري - المدحَ والفخرَ والنعمى

وتابعَه الأقوامُ في الجَهر والخفا
وأصبحتُ وحديَ الندُ في الحَفل والخصما

ليَ الله إما عقني الصحبُ كلهم
ومِن خالقي أستلهمُ الصبرَ والعزما

© 2024 - موقع الشعر