أو ردّوها - أحمد علي سليمان

ما حِيلتي في منطق البلغاءِ
وإبانةٍ مسجوعة الإطراءِ؟

وعِبارةٍ ألفاظها ممهورة
بالدُر مثل الغادة الحسناء

وطلاوةِ الأسلوب تتحفُ جرْسها
بنوادر الأنغام والأصداء

هذي الرسالة حِكمة مَشفوعة
بالرُشد يُبْرز دُربة الحُكماء

فيها يحار العقلُ مبهوراً بها
مستمتعاً بسياقها الوضاء

حوتِ النصائحَ برّة ورطيبة
تختالُ خلف دلائل الإيحاء

وبها المواعظ كالثريا في السما
والنصُ يُشرقُ في فسيح فضاء

وبها - مِن الأخلاق - أعطرُ باقةٍ
مَوْشيةٍ بنفائس الأدباء

وتريدُ مني أن أردّ مُفاضلاً؟
شتان بين النور والظلماء

ومَن الذي يقوى على تحليلها
حتى يُعارضها بكل صفاء؟

حاولتُ لكنْ أحرجتنيِ خِبرتي
وطفِقتُ أغمز ريشة الشعراء

فرمتْ إليَ بوزنها وبحارها
واستهجنتْ بشكاية المُستاء

وظلِلتُ أوسعُها بعذب مَلامتي
وأنا الذي بالشعر ليس يرائي

وإذا بردّي بالرسالة ذاتها
عملاً بنص الآية الزهراء

والعُذرُ ملتمسٌ ، وإنك أهله
فتقبّل الأعذار عبر ندائي

واعلم بأنك قد تصاب بمثلها
فتحار مثلي ، فاعتبر بندائي

© 2024 - موقع الشعر