عتابٌ مستعفِف! (كانت تستر وجهها ثم كشفته) - أحمد علي سليمان

بصرتُك لستِ بالطفلة
فغطِ الوجهَ يا نهلة

ولا ألقاكِ مُسفرةً
وخلّ الوهمَ والغفلة

نصحتك لا أريد سِوى
نجاتِك مِن لظى الزلة

ولو أني أتوق إلى
جمالكِ لم أطِقْ ظلة

وأرسلتُ العيونَ لهُ
سِهاماً أطلقتْ حوله

فعينٌ تستقي حُسناً
نضارته غدتْ سَهلة

وعينٌ تشتهي رسْماً
له - في الملتقى - صَوْلة

وقلبٌ يبعث النجوى
ولا يعطى النهى مُهلة

ونفسٌ تستفيقُ على
ضياع الدين والقِبلة

فقد غالت تعففها
فكيف تعيش مُختلة؟

لذلك قلتُ معتذراً
ومعتزاً بذي القوْلة

ألا فلتستري وجهاً
فإنك لستِ بالطفلة

كفاني ما ابتليتُ به
مِن الغادات بالجُملة

أعاتبُ مَن ستُكْبرني
على التذكير بالمِلة

وأشكرُها لطاعتِها
وأحسبُ مِثلها قِلة

© 2024 - موقع الشعر