شهادة نعتز بها! (شهادات المستشرقين) - أحمد علي سليمان

أدِلتكم تعضّدُ صادقَ الدعوى
فقد بلغتْ - وربّي - الغاية القُصوى

وذِكراها لقد فاحت نضارتها
وإنّ لها إذا ما نوقشتْ جدوى

ونحن نُجلّ ما تحوي شهادتكم
لأن لها صدىً - في داركم - أقوى

نعم ، لم تنتشرْ بالسيف شِرعتنا
فهذي فِريةٌ عمّتْ بها البلوى

وكِذبة مَن يُشكِك في حنيفتنا
وينفخ في أدلتها كما يهوى

ويَلقى من يُتابعه على السوآى
ويُوغِلُ في دروب السر والنجوى

ويقضي العُمْر في زور وفي كذب
فيهوي في ضلالته ، ولا مَهوى

فإن الدين لم يُكرهْ مَن اتبعوا
وإن له رواياتٍ بذا تُروى

وأعداءُ الهُدى - بالحق - قد شهدوا
وكم في كل ما قالوه من سلوى

وحاربَ دينُ رب الناس مَن ظلَموا
ومَن قد حاربوا الأخلاقَ والتقوى

وسالمَ مَن يريد السلم مُحترَماً
وبين الكفر والإسلام ما سوّى

وإذ أبقى على كُفر يدينُ به
فلم يُقتل ، ولم يُترَك بلا مأوى

فدينُ الله أمّنهُ على نفس
وما ملكتْ ، فعاشت دونما شكوى

وقد كفل الطعامَ لها وشُرْبتها
وإن ماتت فلا لن تعدم المَثوى

فيا توماس نحن اليوم نشكُركم
على الإنصاف في حكم وفي دعوى

ونشكر (جمس) أنْ أدلى بفكرته
بلفظٍ واضح التبيان والأهوا

وقد أضحى طبيباً في حواضر مَن
قد استعصتْ تِعِلتُهم على الأدوا

هو الأستاذ فد جاءته أسئلةٌ
فأمسى يُرسلُ الإيضاحَ فى الفتوى

ونُكْبرُ في سماء الفكر خالدة
وصفحتها مدى الأيام لا تُطوى

ونعظِم ما رأى جوستاف دون هوى
عن القرآن رغم الدسّ والعدوى

ونجعلُ ما ارتأى (هِنريْ) مَحجتنا
على من يشتهي - بالنار - أن يُكوى

حقائقُ قالها الكفارُ تجعلنا
نراجعُها ، ففيها عذبُ مستهوى

وكم تروي الذي يأتي مواردَها
فيشكرُها ، ويَطربُ بعد أن يُروى

ويحملها لمن - في الدار - يجهلها
فيحيا مستبينَ الفهم لا يُغوَى

وتُشرقُ - بعد ظلمتها - بصيرته
فيرمي خلفه التضليلَ والإغوا

وإن الفضل ما شهدتْ به الأعدا
فأضحى يغمرُ الساحاتِ والأجوا

ألا يا غربُ ، فاشهدْ بالذي شهدوا
ولا تَطعنْ شريعتنا كما تهوى

© 2024 - موقع الشعر