يا مَن لَهُ رايَةُ العَلياءِ قَد رُفِعَت - صفي الدين الحلي

يا مَن لَهُ رايَةُ العَلياءِ قَد رُفِعَت
إِنَّ العُداةَ بِنا لَمّا نَأَيتَ سَعَت

وَقَد أَداروا لَنا بِالسوءِ دائِرَةً
مِنَ النَكالِ وَإِن لَم تَرفُها اِتَّسَعَت

أَراقِمٌ لينُها عَن غَيرِ مَقدِرَةٍ
لِذاكَ إِن أَمكَنَتها فُرصَةٌ لَسَعَت

إِنَّ الصُدورَ الَّتي بِالغِلِّ مُشحَنَةٌ
لَو قُطِّعَت بِلَهيبِ النارِ ما رَجَعَت

وَكَيفَ تَهواكَ أَطفالاً عَلى ظَمَإٍ
رُمتَ الفِطامَ لَها مِن بَعدِ ما رَضَعَت

تَبَسَّمَت لَكَ وَالأَخلاقُ عابِسَةٌ
إِنَّ القُلوبِ عَلى البَغضاءِ قَد طُبِعَت

تَفَرَّقَت فِرَقاً مِن خَوفِ بِأَسِكُمُ
حَتّى إِذا أَمِنَت مِن كَيدِكَ اِجتَمَعَت

وَحاذَرَت سَطَواتٍ مِنكَ عاجِلَةً
عِندَ القُدومِ فَمُذ أَمهَلتَها طَمِعَت

وَطالَعَت بِأُمورٍ لَيسَ تَعرِفُها
وَلا أَحاطَت بِها خُبراً وَلا اِطَّلَعَت

فَكَيفَ لَو عايَنَت أَمراً تُحاذِرُهُ
إِن كانَ فَعلٌ لَها عَن بَعضِ ما سَمِعَت

© 2024 - موقع الشعر