حتى يقول الحجر - أحمد علي سليمان

إن يكن نجمُ الغطاريف خبا
فعن الماضين فاستقصوا النبا

واسألوا التاريخ عن أهل الهُدى
مَن همُ للحق كانوا أقربا

مَن أقاموا - في الدنا - إسلامهم
ملأوا الشرق هُدىً والمَغربا

عطروا الدنيا بتقوى ربهم
وأشاعوا في الديار المَذهبا

عدَلوا بين البرايا حِسبة
إن نور العدل يُردي الغيهبا

نشروا الخير ، وراموا أجره
إن أجر الحق لا لن يذهبا

بهمُ المعروف سادتْ شمسُه
إن هذي الشمس لا لن تغربا

ثم عاشوا في البرايا سادة
نجمُهم في الحق ما يوماً خبا

سالموا مَن سالم الحق ، ولم
يرفع السيف يوالي من صبا

ألقموا الأحجار مَن يرجو الخنا
أو يُحِلّ الخمر فيهم والربا

أو يجيز الكفر دينا في الدنا
أو يقودُ في الفجور المَوكبا

أو يرى المُتعة يُزجيها الزنا
وإذا ذكّر بالأخرى أبى

فاستحل الوغد أعراض الورى
والجهول الغِر أعماه الغبا

وانبرى - خلف اليهود - مُعلناً
طاعة عمياء يرجو مَنصبا

لم ينافق - في الدعاوى - قومه
إنه أقسم أنْ لا يكذبا

باع دين الحق والأرض التي
في مغاني العز كانت مَضربا

لم يكن يبكي على آلامها
ولذا السهل قلاه والربا

لم يكن يحمل أحجار الهُدى
ليُعين الحق حتى يغلبا

ولذا فالحق لم يعبأ به
وجوادُ الخير بالصرعى كبا

وإذا أهل الضلال استأسدوا
وغدا برقُ التحدي خُلبا

وإذا ما الليلُ أغراه الدجى
وغزا البدرَ وأردى الكوكبا

سوف تأتي للأعادي عُصبة
مِن لظاها لن يُلاقوا مَهربا

تجعل الأسباب والتقوى معاً
في يدٍ صخر ، وفي الأخرى إبا

وزروع الأرض تبغي نصرهم
وصخور الأرض قالت: مرحبا

تخبر الأبطال عن هودٍ ، ولا
تدَعُ الكفار قد سنوا الظبى

لكن الغرقدُ يخفي أمرهم
وعلينا سيُعمّي المطلبا

سيروّي الرملُ جهراً بالدما
والعدوُّ اليوم لا لن يهربا

كم تمنى الرمل أن يُروى بها
والدماء اليوم باتت مشربا

هل تساوى دمُ من باع الحمى
ودمٌ في الله أمسى صيّبا؟

ما استوى عبدٌ يضحّي بالدما
بعميل عن نفاق أعربا

سوف يبلو الله كلاً منهما
وسيُرضي المستكينَ الطيّبا

وسيُخزي كل كَفار طغى
لم يمتْ إلا ظلوماً مذنبا

سُنة المولى ، فذا البر نجَا
والشقي الحق من عمداً أبى

© 2024 - موقع الشعر