جنازة الطفولة! (وجدوه بقايا في لفافته) - أحمد علي سليمان

برئٌ في لفافتة مُسَجّى
بكى ظلماً ، وقوماً يترجى

ولو يدري الكلام لقال فصلاً
ولا يقوى على أن يتهجى

ولكنْ دمعُه أعتى بياناً
دموعٌ كم ترج القلب رجا

رمته على التلال هنا بغِيٌ
وما علمت لها - في العيش - زوْجا

ولم يُذنبْ لتأكله الضواري
وأهل الطب ما أعطوه بنجا

وقُسمتِ الأصابعُ بالتساوي
وبُجّ البطنُ – بالأظفار - بَجا

وراح ضحية طفلٌ وديعٌ
إذِ الرأسُ المجندلُ شُجّ شجا

فهل تأتي القوارضُ مثل هذا؟
وهل ترضى الثعالبُ ذاك نهجا؟

وهل ترد الزواحف ما ذكرنا
وإن حازت كنوز الأرض خرجا؟

ألا هذي جنازة كل طفل
فكم عجَّ الفتى – بالغوْث - عجا

وقتلُ فتىً كما قتلُ البرايا
وإن الجَوْر منه القلبُ ضجا

ودودُ الأرض يأكل كل ميْتٍ
وهذا - للكلاب - غدا مُسجّى

وحُرْمته استبيحتْ دون حق
فهل أضحت حياة الناس هَرْجا؟

وبحرُ الظلم يوماً سوف يفنى
وفيهِ - لن نرى للناس - مَوْجا

© 2024 - موقع الشعر