بقايا طعام! (أسرة تأكل بقايا طعام أخرى) - أحمد علي سليمان

دَعينا نقمّم ، لا تخجلي
وبالشامت النذل لا تحفلي

متى هؤلاء أحسّوا بنا
ونحن - بخذلانهم - نكتوي؟

لقد فاق إسرافهم قدرتي
على وصفه المُقرف المذهل

أليسوا يرَوْن عذاباتنا؟
ألم يسمعوا بالمُصاب الجَلي؟

ألم يقرأوا اليوم أخبارنا
وغمّة شعبك لا تنجلي؟

أما هزهم هدمُ بُنياننا
وعيشٌ أمَرّ مِن الحنظل؟

أما راعهم ما ابتُلينا به؟
وإنا لنحمد مَن يبتلي

ألم يأتهم شرّ أنبائنا؟
ألم ينظروا هجمة الجحفل؟

ألم يسمعوا باغتصاب النسا؟
ألم يُبصِروا بالأسى المُمْحِل؟

ألم يبصروا بمنازلنا
تدكّ ، وكم تحتها مِن ولي؟

ألم يُبصروا بالدماء جرتْ
كبحر - بماء الدنا - ممتلي؟

يميناً رأوْا حجم مأساتنا
لقد ضُرِب الشعبُ في مقتل

فيا أم لا تعتبي ، إننا
ضحايا تُفتشُ عن موئل

وتنتظرُ الفجرَ يُجْلي الدجى
ويُودي بليل الضنا الأليل

وترقبُ نصر مليك السما
هو الصبر يا أم لا تعجلي

هبينا طلبنا الحقوق التي
أقِرّتْ بشرع الهُدى المنْزل

ودان بها الكل مِن أعصر
وسادت مِن الزمن الأول

فهل سوف نعطى ولو بعضها؟
دعينا مِن الطغمة العُذل

لنأكلْ (بقايا طعام) الألى
يُمارُون في الموقف المُخجل

قضاءُ الإله ، ولا مَهربٌ
فلا تنكئي الجرح ، أو تسألي

ويا ربّ أنجزْ لنا نصرة
على المبطل الفاسِدِ الأرذل

© 2024 - موقع الشعر