جراد على الرمال - أحمد علي سليمان

أتقنتَ فنّ الشيطنة
وأجدتَ فعْلَ القرصنة

أجهدتَ نفسكَ ، والورى
وسبكتَ حبك الرهبنة

ثقُلتْ عليك صَراحتي
فهرعتَ نحو الفرعنة

وظهرتَ مثل جرادةٍ
بلهاءَ تُزجي الطنطنة

صادت قلوباً كالحصى
وتمرغتْ في العنعنة

وتكوّن الجيبُ الذي
يجتاح كل الأمكنة

وغدتْ هُنالك فِتنةٌ
نشدَ الجرادُ الهيمنة

وانقاد كلٌ خلفها
وتفرغتْ للشيطنة

حمقاءُ تلهث في الثرى
للذل باتت مُذعنة

وسعى الجرادُ وراءها
فمَشتْ تسوق المَسكنة

والقوم قد خُدعوا بها
وبأمسياتٍ ديّنة

وبصوتها ، وكلامها
وعلى المنابر عينة

كم ذا أثارت من لظىً
بمناظراتٍ ليّنة

وتسوقُ كُل أدلةٍ
بمكاتباتٍ مُعلنة

من أزّها في نُطقها
حتى تُقيم البيّنة؟

ووراءها أتباعُها
صاحت بهم مُستيقنة

والرملُ يحتملُ الجرا
دً ، وبعدُ هذي الهَينة

رفقاً بنفسكَ ياجرا
دُ ، وكُفّ هذي المَطعنة

يوماً ستسحقُك الرِّما
لُ ، ولن ترى لكَ بهكنة

ولسوفَ يبقى الرمل في
حال تُغرد مِزينة

ويبوءُ بالخسران سَي
لُ جَرادِكُم ، والمَلعنة

© 2024 - موقع الشعر