تقوى الله هي السعادة! (نصحهم فتابوا) - أحمد علي سليمان

كم لأجل الأهواء راحتْ ضحايا
وارتضتْ ما لا ترتضيه المَطايا

سبرتْ أغوارَ الشقاء فضلتْ
واستساغتْ طعمَ الخنا والدنايا

واستكانت للمُغريات ، فغاصت
في خضمّ السوآى وتِيه الخطايا

واستلذتْ بالموبقات ، فضاعت
ثم قصّت ما قارفتْ من بلايا

غرقتْ - في بحر الملذات - طوعاً
من خمور ومَيْسر وصبايا

ومُجون مُستبشع وانتحار
وانحطاطٍ مستجَن وبغايا

و(أبو بكر) يسألُ القوم سُؤلاً
يستثيرُ ما في النهى من بقايا

فإذا بالأقوام ليسوا بشيء
إنما للأهواء باتوا ضحايا

لم يذوقوا طعم السعادة يوماً
إنما عانوْا مِن مَرار الرزايا

غرّهم ما قد مارسوا من فجور
والأباطيلُ حولهم كالشظايا

والإشاعاتُ بالعقول استبدتْ
والرواة باحوا بمُرّ الخبايا

فالغواةُ كم روّجوا كل دعر
دون خوفِ الجبّار رب البرايا

كم تمادَوْا في الغي دون اكتراثٍ؟
واستباحوا الحرامَ ، بئس الخزايا

لا يُعابون بعد كفر وشِركٍ
ذاك عندي من واضحاتِ القضايا

إنما أعني إمّعاتِ دياري
مَن عَناهم ربي بخير الوصايا

أنْ أنيبوا لربكم ، واستقيموا
واستمُوا في أخلاقكم والنوايا

واستجيبوا لله كيلا تذوقوا
بالمعاصي والفسق طعم المنايا

عِبْرة ما قد حلّ بالغرب قطعاً
إنّ للتقوى مُتعة في الطوايا

إن تقوى الله السعادة صدقاً
والمَلاذ مِن ضنكِكُم والشكايا

وأحَيّي مَن تاب بعد اعتبار
فله - من قلبي - رطيبُ التحايا

ثم أهدي مَن تاب نُصحي ووعظي
إنما النصحُ من أجَلّ الهدايا

بين أهل الحق التناصحُ فرْضٌ
والأهالي – لبعضهم - كالمَرايا

© 2024 - موقع الشعر