تقوى الله نعمة - أحمد علي سليمان

أراكَ بما صنعتَ فتىً هُماما
بتقوى الله جُنبتَ الحراما

يمينَ الله قد أحسنتَ صُنعاً
تحوز به - من الناس - احتراما

وصُنتَ أمانة تغري وتطغي
وتذهب بالبصير إذا تعامى

وأغراك الغَرور فقلت: كلا
وقلبُك عن معاصي الله صاما

وحدَّثك الهوى فنصرتَ زهداً
وقمتَ بما انتصرت به قياما

وبالآمال كم أغوتك نفسٌ
فقلت لها: أخاف غداً أثاما

وبالأحلام غرتك الأماني
وجمّلت المقاصد والمُراما

وكم غالى بقلبك حب دنيا
فكنت برفض ما غالى هُماما

وقلتَ: أعيش محتسباً فقيراً
عن الحُرُمات والسوآى تسامى

لأن الظلم مرتعُه وخيمٌ
ويومَ الحشر سوف يُرى ظلاما

وليس يُعمّر المسروق دهراً
ولن نلقى لمغصوب دواما

يزول مِن الخزائن بعد حين
كمثل الشمس إذ تمحو الغماما

وليس تدومُ أموالٌ حلالٌ
فكيف الحال إن كانت حراما؟

هي التقوَى بضاعتنا ليوم
به الأيدي سترتصد الكلاما

© 2024 - موقع الشعر