بين نارين! (الميت ندفنه وغيرنا يحرقه) - أحمد علي سليمان

أمهلوهُ يا عابدي الشيطانِ
فالمصير حتماً إلى النيرانِ

لم يزل - في الكفران - سَمتاً وهدياً
مستسيغاً شعائرَ الكفران

راتعاً - في الشرك - اختيالاً وزهواً
مستطيباً عِبادة الأوثان

مستجيباً – للترّهات - رضِياً
تابعاً للأحبار والكُهّان

سادنو الأصنام استخفوا جهولاً
معرضاً عن حقيقة الإيمان

أوهموه أن الأباطيل حقٌ
والضلالات جوهر الإحسان

فاستبدوا بعقله والطوايا
فارتأى حقاً نِحلة الشيطان

عاش مثل الأنعام ، بل كان أدنى
هل ذكاءٌ يأتي من الثيران؟

عاش يهذي دون اعتبار ، ويخزى
موغِلاً في التضليل والعصيان

وانقضى العمر في المتاهة طابت
في التدني والبغي والطغيان

ثم حَلّ الموتُ الزؤامُ سريعاً
صاغ نصاً ما كان في الحُسبان

ثم بات العبد الكفور فقيداً
بات ذِكرى في عالم النسيان

والرفاقُ قد قدّموه شِواءً
كي يُصَلى في باحة الأفران

صار مثل الأسماك تُشوى وتُقلى
أو كلحم يُطهى على القضبان

أحرقوا الجُثمان المسجى ، وجَدّوا
في امتهان كرامة الجُثمان

كشفوا الكفين اتباعاً لفتيا
بعدما صاغوا باقة الأديان

ثم بعد الكفين كُشِّفَ وجهٌ
أخرجوه من لفة الأكفان

ثم بعد الإحراق بالنار ، ها هم
أخرجوا الفحم لاذ باطمئنان

وشُواظ النيران أنضجَ جسماً
واعتلاه - في التو - بعضُ دخان

نارُكم هذي تعدل اليوم جزءاً
واحداً يا حثالة العُبدان

من حوالي سبعين جزءاً أعِدتْ
عند ربي – للكافر - الخوان

© 2024 - موقع الشعر