أيها الرضيع رفقا بنفسك - أحمد علي سليمان

هل يُداوي الدمعُ الأسي والجراحا؟
أم يصدّ كيدَ العِدا والسلاحا؟

أم يُعيدُ أرضاً وداراً وقوماً
وحِمىً بالهيجا غداً مستباحا؟

أم يردّ العمرانَ أضحى حُطاماً؟
أم يُزيل الآلامَ والأتراحا؟

يا صغيري رفقاً بنفسكَ ، واصبرْ
إنما الصبرُ يُسعدُ الأرواحا

إن لليُتم يا صغيري مزايا
كم يتيم نال العُلا والفلاحا

حققَ الآمالَ التي يشتهيها
فاستحق الإطراءَ والأمداحا

واستمى بين الناس سَمتاً وهدياً
مطمئناً مستبصراً مرتاحا

أحرز السبق في العطاء احتساباً
جاعلاً مِن بذل الهبات سِلاحا

يا صغيري فيم البكاءُ ، وهذا
أول الدرب يستطيب الكفاحا؟

عش عصامياً تكسب القوتَ كداً
إن للشهم همة وطِماحا

لست تحيا هذا البلاء وحيداً
كي تقول: وحدي أقاسي الجراحا

كلنا - مِن هذي الزرايا - نعاني
رافضين للشر ، نرجو الصلاحا

طال هذا الليلُ الشديدُ علينا
فانتظرْنا فجراً يَذرّ الصباحا

أيهذا الرضيعُ أبشرْ بخير
نحنُ أهلٌ ، دع البكا والصياحا

© 2024 - موقع الشعر