رفقا بنفسك أيها المعلق - أحمد علي سليمان

رفقاً بنفسك ، ليس الأمر تقديسا
كفاك غِشاً وتدجيلاً وتدليسا

مازلت تهذي بما تزجيه من ملق
حتى تحمّسَ ذا الجمهورَ تحميسا

كم انفعلت تُجَلي عزمة هزلتْ
والهزلُ يُترعُ بئر العزم تدنيسا

وكم كذبت لكي يقال ذو ثقفٍ
عبرَ الأثير ، وكم درّست تدريسا

هي المباراة - بالتدشين - ملحمة
وكم يُضاعفها التلفيق تجريسا

يَزيدها صوتك المقبوحُ مَلهبة
فهل غدوت بهذا الجُعر ممسوسا؟

جؤارك اليومَ في الجمهور ذو صخب
كأن - في نبرات الصوت - إبليسا

وفي البيوت دويُّ الصوت قنبلة
وقد غدا - من صدى التدمير - منحوسا

كأنما أنت - في الهيجاء - فارسها
تطري فريقاً - من العيون - محروسا

جيشٌ يصولُ على الأعداء ، يَكبتهم
وقد غدا - بالدعاء العذب - مأنوسا

والجندُ قد حرروا دُوراً قد اغتصبتْ
وهم - وربّ الوى – ما جاوزوا العِيسا

وتلك ألوية التغريب مُشرعة
حتى نقدّس وجه الغرب تقديسا

ولم تُنفسْ - عن الكفار - خيبتهم
فهل تُنفسُ ما نلقاه تنفيسا؟

هوِّنْ عليكَ ، ولا تنكأ مصائبنا
ولا تيئسْ شباب الحي تيئيسا

© 2024 - موقع الشعر