الناقد الأدبي! (شوقي ضيف) - أحمد علي سليمان

شوقي عطاؤك للعلوم جهادُ
وبكَ استبانَ الصنعة النقادُ

مازلت تتحفنا بعلم نافع
مثل الذي قد خطه الأجداد

حتى بلغنا في التحقق ذِروة
وتوشحتْ - ببياننا - الأمجاد

والعلمُ أفضل ما يرامُ ويُبتغي
وحُماته - بين الورى - الأسياد

وبه التفاضلُ والتفضلُ حِسبة
وبه يكون الرشْدُ والإرشاد

وأرى (ابن ضيفٍ) قد أبان دروبه
بمراجع هيَ للفتى أشهاد

عمدتْ إلى الآداب تسبر غوْرها
حتى ازدهتْ - بين اللغات - الضاد

أسفارُ علم لا يُمَلّ حوارُها
ترتادها الأرواحُ والأكباد

وحقائقُ التاريخ فيها جمّة
والحق للأجيال نِعم الزاد

كم فند الآراء حول قضيةٍ
والعُدة الإجماعُ والإسناد

كم ناظر المستشرقين ، وردّهم
حتى انتهى عن غيّه الإلحاد

كم جادل المستغربين ، وصدّهم
حتى ثوى الإرغاء والإزباد

وختمتَ بالقرآن أعذب رحلةٍ
فليقتدِ الأدباءُ والعُباد

وزهِدتَ في الدنيا زهادَة راحل
فليتبعْك الصفوة الزهاد

© 2024 - موقع الشعر