قراءة الشاعر و الناقد : عبدالعزيز سحل لقصيدة (موت النهاية) - حاتم منصور

قراءة الشاعر و الناقد
عبدالعزيز سحل الدهمشي العنزي
لقصيدة (موت النهاية)
 
اسمعيني ودي احكي لك حكايه
فيك ِ عاش انسان مليان ب آمان
لكن القصه غدت موت النهايه
قصة انسان ٍ ملك موت الكيان
ودي احكيها اخاف من البدايه
كان جزء ٍ ضاع من هذا المكان
كانت احلامه مثل اجمل روايه
ماتت وصارت اساطير الزمان
كانت آمال الفرح في كل رايه
لكن اللي شال ه الرايه مهان
كانت احلامه ألم ينزف و نايه
يعزف جروحه و خَلاه المدان
كيف يرضى ب المهانه وب عنايه
لو نفى عمره بحبك مايبان
هذا قولي ماتلبّس له كِنايَه
حقنا ظاهر ما يحتاج ل بيان
لو حروفي سببت طعنه ورايه
يشهد الله انت ِ اول من يدان
كم خطا منك وسميته خطايه
حتى ه القسوه اسميها حنان
ادري آذانك ما تستقبل عَنَايه
لكن ان زاغ الفكر جت لك آذان
اسمحيلي ودي أوصفلك جنايه
اختفى من قلبي و عيوني الآمان
 
المقدمه
 
الشعر .. متنفس للمشاعر والاحاسيس .. وحاتم منصور .. يفجر مشاعره واحاسيسه المكبوته لتصبح شظايا ادبيه تعم ارجاء المكان شظايا مشفره تضعنا في حيره .. فالرساله مبهمه وغامضه لكنها تحمل الابداع والفكر .. وكأننا نحمل نفس الرساله ونحتاج للبوح ، كلٌ منا يبوح بلغته ومعاناته . .
 
. القراءة .
 
اسمعيني ودي احكي لك حكايه
فيك ِ عاش انسان مليان ب آمان
 
. هنا تودد لشيء مجهول لم يفصح عنه الشاعر والتودد لجهه معينه لم يفصح عنها الشاعر لسماع الحكايه وهي حكاية انسان عاش مليان بأمان .. إذن السر هنا .. فهي اعطته الامان فقط بل اغدقت عليه الامان برفاهيه لكنه لا يحتاج للامان فقط يحتاج لاشياء اخرى تنقصه لم يفصح بها ايضا لاحترامه لها ولإيمانه بفضلها لكنه يبرر عبر هذا الثناء رساله عتب تتسلل عبر اثير الحب بتودد ؟ .
 
لكن القصه غدت موت النهايه
قصة انسان ٍ ملك موت الكيان
 
. هنا توضيح للقصه وهي الحكايه التي كان يود طرحها في بداية النص وهذه القصه اصبحت موت النهايه .. تصوير جميل وذكاء خارق .. فكيف للنهاية ان تموت .. إذن الافصاح عن هذه القصه هو افصاح عن الشيء المراد بصفه مبهمه غامضه ك غموض الوضع فهو يفسر الغموض بغموض اصعب فهذا الانسان الذي بداخله لم يملك سوى موت كيانه فالحياه ليست من صلاحياته وكأنه قبر لهذا الكيان .. لاستعطاف الام وهي من وجه لها الرساله .. والام اسم جامع لكل شي .
 
ودي احكيها اخاف من البدايه
كان جزء ٍ ضاع من هذا المكان
 
. هنا تردد للافصاح عن هذه الحكايه وهذا الوضع وكأنه شاهد ملامح وجه المكان .ف البدايه مخيفه فهو يفتقد لجزء ضاع من هذا المكان وهذا الجزء هو ما كان يشجعه على البوح . فتلعثم لسانه واكتفى بالتلميح .
 
كانت احلامه مثل أجمل روايه
ماتت و صارت اساطير الزمان
 
. اذن هذه الاحلام عباره عن خيال لا تتعدي الحديث والبوح فجمال الروايه في بوحها وشخصياتها الخياليه ..لكن هذه الروايه ماتت واصبحت حبيسة النسيان وتحولت مع مرور الزمن الى اساطير لا تصدق .
 
كانت آمال الفرح في كل رايه
لكن اللي شال هالرايه مهان
 
. هنا توضيح لتلك الامال فهي تتعلق في كل رايه ترفرف مع رفرفت الرايه لكن المصيبه ان صاحب الرايه مهان فهي راية خذلان لن تصل للافق وهنا تشاؤم واضح لكن اعتقد ان الامال متعلقه في عزيمه اصابها الوهن .
 
كانت احلامه ألم ينزف و نايه
يعزف جروحه و خَلاه المدان
 
. وهنا مأساه رغم قسوة الزمن وتحطم الاحلام وبالاضافه لهذه وتلك فاضحت احلامه التي يحبها مؤلمه وهذا الناي فتح الجروح وجعل من صاحبه المدان فنتيجه عزفه تحركت مشاعره ونزفت جروحه وهملت دموعه فهو الجاني والمجني عليه لذا كانت نبرة الناي عباره قاعة محكمه تكيل عليه التهم جزافاً ..وهو المدان الاول والاخير ؟ .
 
كيف يرضى ب المهانه وب عنايه
لو نفى عمره بحبك . . . ما يبان
 
. وهنا وابل من هذه الاسئله و تعجب سبب عن كيفية الرضى والقبول بهذا الهوان الذي لا ثمره له فهو عقيم ؟ لذا لا فائده من هذه التضحيه وهذه المهانه . .
 
انا قولي ماتلبّس له كِنايَه
حقنا ظاهر ما يحتاج ل بيان
 
. هنا جواب للافصاح عن المضمون بدون كِنَايه فهي مطالبه لحق ظاهر وواضح لا يحتاج ل بيان ورمز البيان بمعنى الايضاح فلا يحتاج لان يوضح حقوقه للفوز بها فهذا القانون ليس مصحفا ً لا يمسه الا المطهرون .. .
 
لو حروفي سببت طعنه ورايه
يشهد الله انت ِ اول من يدان
 
. وهنا اعلان لطلب هذه الحقوق فهو يعشق المطالبه بحقوقه ولو كلفته حياته .. ولو طالب بحقوقه ستكون هذه الام هي المدانه وهو يدان بعدها فلم ينفي الادانه عن نفسه بل قال (انت اول من يدان ) .
 
كم خطا منك وسميته خطايه
حتى ه القسوه اسميها حنان
 
وهنا كشف لهذه التضحيه النبيله .. فلم يتحمل الاخطاء فحسب بل نسبها لنفسه .. حتى قسوتها استبدل مسماها بالحنان وهنا يتضح مدى الحب والوفاء رغم الالم والوجع لكنها قسوة من يحب فهل هناك اجمل من هذه التضحيه حتى بالمشاعر وقلب الحقائق ؟ .
 
ادري آذانك ما تستقبل عَنَايه
لكن ان زاغ الفكر جت لك آذان
 
. وهنا التماس العذر من أحب فهو من يبحث لها عن أعذار فهي لم تراه ليحكم عليها وإنما تسمع وربما ان هذه الآذان المكلفه لم تسمع عناء هذا الابن البار لكنه يثبت أنه إن زاغ هذا الفكر وأنحرف إستقبلته الآذان بقوه وهنا إيضاح على أن الآذان تحرص على نقل الانحراف أكثر من حرصها على نقل المعاناه ؟ .
 
اسمحيلي ودي اوصف لك جنايه
اختفى من قلبي و عيوني الآمان
 
. وهنا الخاتمه الرائعه بطلب الشفع والسماح بوصف تلك الجنايه القاسيه والاليمه التي ربما لا تتحملها مشاعر تلك الام ..فلقد اختفى من قلب هذا الانسان المعدم و عينيه الامان و هو الامر الذي كان يشعر بامتلاكه .. فما قيمة الحياة بلا آمان تطمئن به النفس ..
عبر هذا النص نقل لنا الشاعر معاناة الكثير لتتضح الصوره اكثر ؟ .
 
. فشكرا لهذا القلم النابض .. حاتم منصور .. وهذا الفكر النيّر .. وهذه الرساله التي ربما لا تعنيه هو شخصيا لكنها رساله ، والشاعر رسول و قد نقل الرساله وكأنه هو صاحب المعاناة باسلوب رائع وجميل ولم يكتفي بالمضمون بل حتى القافيه كان لها وقع على النفس فالصدر (آيه) وتعنى علامه او دلاله والعجز (آن ) وهو حلول الوقت وكأنه يقول ان هذه علامه ودلاله آن وقتها . .
 
مودتي للجميع
عبدالعزيز سحل
© 2024 - موقع الشعر