الحمامة الغريبة - أحمد علي سليمان

بَكَتْ فِي دُرُوبِ القَوْمِ غُرْبَةَ مَنْزِلِ
فَبَاتَتْ تُعَادِيهَا رِمَاحُ التَجَمُّل

وَضَاقَ الفَضَا عَنْ أَنْ يُجِيرَ حَمَامَةً
وَضَاقَتْ بلادُ الأَرْضِ ، كُلٌّ بِمَعْزِل

وَضَاقَتْ قُلُوْبُ الصَّحْبِ لَمْ تَنْفَسِحْ لَهَا
وَضَاقَتْ دِيارُ النَّاسِ ، لَمْ تَتَحَوَّل

فَعَانَتْ غِيابَ الإِلْفِ وَالدَّارِ مَرَّةً
وَلَمْ تَلْقَ فِي الدَّرْبِ المُنَى عَبرَ مَنْزِل

وَكَانَتْ تُحِبُّ القَوْمَ لَمْ تَنْخَدِعْ بِهِمْ
وَلَكِنَّهُمْ فَاهُوْا بِزِيفِ التَعَلُّل

رَمَوْهَا بِغَدْرٍ ، لَمْ تُقَارِفْهُ لَحْظَةً
وَهَا هُمْ بِكُلِّ الكَيدِ بَاءُوا بَمُعْضِل

وَإِنَّ الحِمَى يهْفُو إِلَيكِ حَمَامَتِي
وَلَكِنَّ سَيفَ العَزْلِ فِي يدِ عُزَّل

فَلا تَسْبَحِي فِي التِّيهِ ، إِنَّ سَمَاءَهُ
بِكُلِّ صُنُوْفِ الغَدْرِ عَجَّتْ ، فَأَجْمِلِي

وَأَنْتِ المُنَى يا ذِي الحَمَامَةُ صَدِّقِي
فَلا تَقْرَعِي بَابَ اللَّئِيمِ المُضَلِّل

© 2024 - موقع الشعر