الأيام دول! - أحمد علي سليمان

يومٌ يتيه ، وينبسطْ
يتلوه آخرُ مغتبط

وأراكَ يا مغرور - في ال
دنيا - كما البحر الخَمِط

هَوِّن عليك ، ولا يغرنْ
ك النعيمُ المنبسط

حتى متى تختال في
دنيا الأنام ، وتغتبط

إن الصَّغار عليك مض
روبٌ ، فكُف عن الغلط

وكذا الخطوب عليك دا
ئمة الهبوب ، ولا بُسُط

أيامنا دولٌ ، فلا
تشتط في سَبْك الخطط

وأراك بالدنيا سعي
داً تستبيح ، وتعتبط

قد كنت قسورة علي
نا تستبد ، وتشترط

أما على الضُلال كن
ت مهذباً ، مثل القطط

شردتنا ، وأتيت ما
يأتي دهاقنة الشرَط

والأمر عندك واضحٌ
كيف الحقيقة تختلط؟

وأنا بياضٌ صفحتي
لا يذهبنَّ بك الشطط

كيف اتباعك للهوى؟
إن الهوى لا ينضبط

إلا إذا ألزمته
بالحق ، حتى يرتبط

فإذا رباط الحق نو
رُ حياته ، فيه انخرط

أتسير في درب أع
د المهلكاتِ به السخط؟

أبشرْ بسوء نهايةٍ
ترديك ، يا أعتى نمط

لو كنتَ ذا نور لمَا
أودى بمركبكَ الحَبَط

لكنما نهَمُ الخيا
نة غرّكم ، وكذا السطط

واليوم أنت منعّم
في السير كالنعل السمط

ولسوف ينسحب البسا
طُ ، ويستُر الدنيا القحَط

© 2024 - موقع الشعر