سل الأيام - دعاء محمود الشنهوري

من الوافر
""سل الأيام""

سَل الْأَيَّامَ كَم دَارَت رحاها
عَلَىٰ قلبٍ تَمَنَّى لَو طواها

تَبَادله الْمَشَقَّةَ فِي اللّيَالِي
وَيقْسَم عُمْرَه الزَّاهِي دجاها

عَلَى جَسَدِ الْعَذَاب وَلدتُ طِفْلًا
وَئِيدَ الْقَلْبِ بَيْنَ الدَّمْع تاها

تواعدني النُّجُومُ بِثَغر فجْرٍ
وَيَهْرُبُ مِنْ رَؤى رُوحِي سَنَاهَا

ليأتيني الظلامُ يقول مَهْلًا!!
أتطمعُ أَنْ تَرَىٰ حقا هواها؟!!

أَتَطْمَعُ أَنْ تبوح الشَّمْسُ يَوْمًا؟!!
لمثلك يملأ الدنيا ضحاها

وَمَا كنت سوى رَوْحٍ أطلَّت
علىٰ وطنٍ هزيلٍ لن يراها

تودُّ لو أتت ريحٌ عليه
لتذروه فلا يَنْشِق شذاها

ويضحك وَرَد خَدَّيْهَا طَوِيلًا
ويملأ صبحها الزَّاهِي رُباهَا

فأركن فِي ظَلَامٍ الْعُمْر وَحْدِي
عَلَى أَسْوارِ من ضَلَّت خَطَاهَا

ويهزمني صداه وَلَسْت أَدْرِي
مَتَى يَنْفُض عَن رُوحِي دجاها

ولكني أقاوم شح نفسي
لأغلق في أنين الروح فَاهَا

دُعَاءٌ مَحْمُودٌ الشنهوري .
© 2024 - موقع الشعر