مرثية وطن - دعاء محمود الشنهوري

صورٌ يراقصُ حسنها الأجراما
لتشقَّ عن روحِ الحياة غماما

صورٌ وكانت للوجودِ منارة
تجلو ضبابَ الجهلِ والإظلامَا

كانت لقومٍ زيَّنت أمجادُهم
ما كان في كبدِ الزَّمانِ حُطاما

الآن أمسوا لا طريقَ يحفُّهم
أبدًا.. فباتوا في الحياةِ ركاما

خرجوا من المحرابِ لا يشتاقُهم
زمن فصاروا في الطريقِ هُلامَا

ماذا ستكتب يا مدادُ وأمتي
جرحٌ علىٰ جسدِ القصيدِ ترامىٰ

ماذا ستكتبُ والدموعُ سكيبةٌ
والحزنُ ينقشُ في الزَّمانِ"شآمَا"

أين القناديلُ التي أنوارها
طمست على وجهِ الحياة ظَلامَا

يابنتَ روحي والهوىٰ رسمٌ وفي
"بَرَدىٰ" الوجومُ يشتِّتُ الأحلامَا

أمويَّة العينينِ فيك بقيَّةٌ
من نسلِ من وهبَ العلومَ خُزامىٰ

مشكاتها ضاءت مشارفها الدنا
من أفقأ الأيامَ كي نتعامىٰ؟

من اسكت اللحن الشجي على الربى
جعلَ الطَّوافَ على الجمالِ حراما

فالياسمينُ مطأطأ الأعناقِ قد
تركَ الحروفَ علىٓ الغصونِ يتاميٰ

دع عنك يا حرفي جراحَ قصيدتي
يكفي فؤادي غربةً وصِدامَا

يكفي أيا "شهباء" نزْفَ عروبتي
فالحزنُ قدْ رفعَ العذابَ إمامَا

أفضىٰ إلى بحرِ المجازِ خطيئتي
ليشبَّ (أندلسٌ) هناك تنامىٰ

ها جئتُ-يا حلبُ-الدموعُ تهدُّني
لأقولَ للوجهِ البهيِّ سلامَا

صفْ لي الوقوف على الطلولِ أيا جوىٰ
فالعابرون تَسربَلوا الأوهامَا

سقطَ المكانُ عن الزمانِ كأنَّما
لن ينصبَ التأريخُ فيه خيامَا

أين الحنينُ لذكرياتٍ ها هُنا
طافت علينا سجَّدا وقيامَا

فيم السؤالُ عن الحنينِ (متىٰ)؟
(وكيفَ؟وفيمَ) كلّ جحيمهِ وعلامَا

كلٌّ تهاوىٰ في ضبابِ حديثِنا
فالعزُّ في الراياتِ صار كلامَا

عرِّج علىٰ الأوجاعِ يا نيلي لكي
(تقعَ) الجراحُ علىٰ الجراحِ( تمامَا)

دعاء محمود الشنهوري
جمهورية مصر العربية

الثامن من رمضان ١٤٤٢
الثاني من أبريل(نيسان)٢٠٢١

© 2024 - موقع الشعر