الإسلام هو الحضارة - أحمد علي سليمان

اجعلوا الإسلامَ العظيمَ يسودُ
إنه دينٌ مستبينٌ مجيدُ

دينُ ربي حضارةٌ لا تبارى
ليس تحويها قصة ، أو قصيد

أن يعيش الإنسان وفق هداهُ
ذاك عز يسمو ، ومجد تليد

وانتصار على الأعادي وفوزٌ
وسُمُوٌ يطفو عليه الصمود

وتحدٍ لمَا يريد الخزايا
واجتهاد لا يعتليه البليد

مسلم يحيا - بالحنيفة - عفاً
مستنيراً يغار منه الوجود

يحفظ العهد دون خوف البرايا
في زمان تغتال فيه العهود

ويفي بالوعد المطبِّقُ شرعاً
في عشير تجتث فيه الوعود

يعبد المولى الحق في كل حال
في ديار تدال فيه العبيد

يقتدي بالمختار قولاً وفعلاً
وهْو - في دنيا الأشقياء - السعيد

شرعُ ربي حضارة ورُقيٌّ
وانطلاقٌ لا تحتويهِ قيود

وأحاديث المصطفي زادُ عيش
وانفتاحٌ ما حددته حدود

وعطاء القرآن نورٌ ويُسر
إذ عليه من الجلال مَزيد

ويقاس الإنسان بالدين هذا
مسلمٌ مقدامٌ ، وهذا مَريد

وتقاس الأصقاع بالشرع هذا
دار سِلم بالصالحات مشيد

وديار عن هَدي ربي تخلتْ
كل صُقع يختال فيه الجحود

انظروا الغرب المارق المتعالي
هؤلاء مُفكروه شهود

إنه جاثٍ - في الضياع - ذليلاً
في ديار أردى قواها الخمود

لعبوا بالإنسان سراً وجهراً
وأدُوه ، ماذا يقول الوئيد؟

قال: إني بالموبقات بئيسٌ
شاب من هذى الموبقات الوليد

أغرقونا بالخمر حتى انتشينا
وقرانا بما صنعنا حصيد

لا تبالوا ، هذي البناياتُ شكلٌ
إنها صدقاً قائمٌ حصيد

لا تراعوا ، هذي الحضارة زيفٌ
غابة هذي: نحن فيها قرود

كم يساوي الإنسان إما تدنَّى
ومع الكفر هل تفيد النقود؟

هل سمعتهم بالعُهر أعلى شعوباً؟
هل شعوبٌ بالموبقات تسود؟

نحن ضعنا بما اجترحنا عَياناً
وانحدرنا ، لمَّا غزتنا يهود

أفسدونا سمتاً وأرضاً وشعباً
والذي ولى جد ليس يعود

دمرونا بالفن حتى انتهينا
أفهمونا أن الفنون رصيد

وأفقنا ، والحزن يطوي قوانا
فوجدنا ، ماذا يفيد الوجيد؟

© 2024 - موقع الشعر