أسماء وألقاب! - أحمد علي سليمان

عجبتُ لأهل الجاهلية لمَّعوا
مهازيلَ في الساحات ، والدارُ بَلقعُ

تُلمَّع ألقاباً ، فتسمو بأهلها
كرقعة ثوب - بعد خرق - تُرَقع

أساليبُ لا تخفى على ذي بصيرةٍ
وهذا الذي ممن عمُوا يُتوقع

وكم من جهول قدّموه ، وعظموا
جهالاته ، ما ذاك إلا تصنع

نفاقٌ تمطى - في الديار - تشامخاً
وأربابُه - مِن كل صُقع - تجمعوا

وضاعت كفاءاتٌ جليلٌ عطائها
ولمَّا يعُد للصِّيد - في الدار - موقع

ووسِّدَ أمرُ الناس للبُله والغثا
ولمَّا يعد للشم - في العيش - مطمع

وبادت معاييرُ الهُدى بين قومنا
ولمَّا يعد للحق - في الدار - موضع

فأغلبهم يحيون في تِيه بعُدهم
عن الحق ، هل تيهُ الضلالات ينفع؟

وأفذاذهم تاهوا ، فقد غلّبَ الهوى
فهل من حضيضٍ ذلك الظلمُ يَرفع؟

وكم زهدوا - في وحي ربي - جهالة
وما من فتىً إلا لذا الجهل يخضع

وتبقى بقايا من مغاوير قومنا
فهم سُجدٌ لله - دوماً - ورُكع

وإن يُحرموا الألقاب حِيزتْ لمَن غووا
فإن التقى زادٌ يُعِفّ ويَشفع

فيا عُصبة الأسماء بيضي وفرخي
سيُظهر ربي مَن تفانوا ، وأبدعوا

وإن حل ليث الغاب يُبدي زئيره
فهل - بالنقيق الغث - يَختالُ ضُفدع؟

© 2024 - موقع الشعر