جعلم الله حنفاء له! (كل أسماء الأبناء فيها الله) - أحمد علي سليمان

مبتغانا – يا صاحبي - الحنفاءُ
والمعالي حُراسُها الأتقياءُ

أنت أحسنت الاختيار احتساباً
وامتناناً ، يا حبذا الأسماء

واستعنت بالله رب البرايا
واللسانُ يجري عليه الدعاء

تأمُلُ الخير ، ثم ترجو المعالي
والحياة يزجي سناها الرجاء

مستبيناً دربَ الهُدى والسجايا
والهُدى تُستجلى به الظلماء

كم نلاقي - في ذي الحياة - الدواهي
ساقها - في أصقاعنا – الأعداء

أفسدوا - بالفوضى - حياة البرايا
كي يكون - للمعتدي - ما يشاء

أشهروا الإعلام المدمر سيفاً
والضحايا دَكتهمُ الهيجاء

أوهمونا أن الفنون سمو
بالنفوس ، يهفو لها الأحياء

أفهمونا أن التديّن يُزري
شأنَ قوم طالتهمُ الأرزاء

أقنعونا أن التحلل يشفي
مِن سِقام عاتٍ ، وأين الدواء؟

أعلمونا أن التعفف يردي
فاعترانا - بما علمنا - البلاء

ينشرون الضلال في كل وادٍ
ليس شيءٌ يطوي مداه الخفاء

إنما حربٌ لم تدعْ مِن ديار
شاهداها الإصباحُ والإمساء

ثم تأتي في عصر روزا وسونيا
وقطيع أزرت به الأهواء

وأناس هدّ الفسادُ قواهم
وديار - عن هديها - صماء

وتسمي الأسماء تشرقُ تقوى
ويشعُ منها السنا والإباء

وتنيرُ درباً دهته الدياجي
واعترته البأساءُ والضراء

مقرناً بالتوحيد أسماء وُلدٍ
هم بتوحيد ربهم أسوياء

صاح إني أرجو لهم كل خير
وفق شرع سما به الحنفاء

كم نربّي ، وكم نؤمّلُ خيراً
والمتاهاتُ ليس منها نجاء

كم ندل على سبيل المعالي
إن هذا منهاجنا الوضاء

كم نقود إلى الرشاد غفاة
هم - وربي - والضائعون سواء

كم ننادي في التائهين أفيقوا
ثم لا يلقى مَن يفيق النداء

إيه يا أبناء الحنيفة جدّوا
وافهموا القصد ، إنكم فهماء

لا نراكم - خلف الأعادي - قطيعاً
يؤثرُ السير حيث يرجو الرعاء

يستحلّ الحرام دون اكتراثٍ
رافضاً عِلماً خطه العلماء

يقتفي آثار الذين تردّوا
مثلما يحيا السوقة الجهلاء

يهتدي بالأوهام تغتال جيلاً
مستريحاً لِمَا ارتأى الكبراء

فليكن للأسماء هذي نصيبٌ
من مُسماها أيها الأبناء

إن دين الإسلام يرنو إليكم
فانصروه ، يا حبذا النصراء

© 2024 - موقع الشعر