أسلم سبعة بسبب حجابها! - أحمد علي سليمان

هذه التقية أمست تُعجز الناسا
وتُقنِع اليومَ بالإسلام أكياسا

لا تستكين لمُعتدٍّ بسلطته
وفي جدال الورى لا تعرف الياسا

أبيّة يعرفُ الأعداءُ همتها
وتحمل العلم للجُهال أقباسا

ففي اليمين يَراعٌ ، حِبره دمُها
وإن - في يدها - اليسرى لقرطاسا

تزجي أدلتها لمن يُجادلها
وقد تجود ، فتهدي الكل كراسا

وحِلمُها زانها ، وزادَها ثِقة
والحِلمُ يحتاجُ - في التطبيق - أمراسا

ولم تزل تُلقِمُ الضلال حُجتها
وتنصب الحق - في التبيين - قسطاسا

ولا تضيقُ بمن يُزري بها أبداً
وإن - في صَدرها - المحموم أنفاسا

وتظهر الحق ، لا يردّها خجلٌ
عن البلاغ ، ولا تسوق أحداسا

وتفحِمُ الخصم - بالإقناع - في ألق
وتستثير - لدى البليد - إحساسا

لا تستبدّ برأي في قضيتها
كيلا يقول لها: أشهرتِ إفلاسا

مهما اشمأزوا من الحجاب ترحمُهم
فهؤلاء الزنا - في دُورهم - جاسا

مهما استهانوا بها لا تستهينُ بهم
لكنْ تذيقهُمُ - مِن نصحهم - كاسا

وإن تكن - مِن كبير القوم - سخرية
تجاهلتها ، فليس الهُزء مقياسا

يستهجنون لأن الدار قد خربتْ
من الرشاد ، وعُرف الغاب قد ساسا

حواءُ عندهُمُ فنجانُ قهوتهم
ومتعة زُيِّنتْ تداعب الناسا

وينصبون لها أسواق فِتنتهم
ويوفدون - إلى الرقيق - نخاسا

يبيعها العِلجُ - بالدولار - منتشياً
إذ الشريعة - في دياره - الياسا

وقد يُزخرفها لمن يثمنها
وينثر الفل والريحان والآسا

حواء عندهُمُ وقودُ بهجتهم
وقد يُقيمون - للتنور - أعراسا

تعشّقوها ، وتاهوا في مجاهلها
فباشروا - في حضيض التيه - أرجاسا

وأصبحتْ دُورهم - بالعُهر - مُترعة
وبعدُ باتت - على التحقيق - أرماسا

ما قيمة الدار والفجور يَدهمُها
وفوق ساكنها الضلال قد داسا؟

ونصفها مُحقتْ فحوى طهارتها
وبات عِرقاً عديم الخير دَسّاسا

أمسي يُقوِّضُ ما شادت حضارتها
بكأس خمر ، وقدٍّ بات مياسا

بالعُري يَحطم ما في الدار من قيم
وإن تقم ألف قداس وقداسا

بالفسق يأوي - له - الشباب منحدراً
إلى الحضيض ، وقد يراه نبراسا

بمثل هذا الدجى دانت أساتذة
وألفوا كتباً تُشرى وأطراسا

فهل مجادلة الأقوام هينة؟
كم من خبير إذا ما صدّهم قاسى

وكلهم يدّعي بأنه ورعٌ
وأنه بات - في الإنجيل - شماسا

من أجل ذلك هذي الغادة احتسبتْ
وأعلنت أنها عليهمُ تاسى

وجابهتهم ، ولم تحفل بسطوتهم
وأيقنتْ أن - في الرؤوس - أدناسا

وبعد لأي وإنكار وسفسطةٍ
رمتْ على شُبَه الغفاة أقواسا

وفندتْ من لجاج الزيف أغلبه
غضنفر يلتقي حُمْراً وأتياسا

فخلفتهم ، وقد بانت رثاثتهم
حتى أضافوا إلى الأرباع أخماسا

طاشت حساباتهم في كل معتركٍ
فقسموا الصفر أثلاثاً وأسداسا

فأسلموا عندما حانت هدايتهم
والله يهدي - إلى صراطه - الناسا

وصارحوها بأن الحق أحرجهم
وأصبحوا لكتاب الله حٌراسا

حتى تفصَّد - من جبينها - عرقٌ
كأنما برحت للتو دِيماسا

واستاذنتْهم ، وفي جنح الدجى سجدتْ
وأصبح الدمع - في العينين - مِئناسا

هَدى المليكُ بها الأعداء من عَمَه
فلم يعودوا بدين الكفر أخياسا

هم سبعة ، وعسى المولى يُثبتهم
فلا يُطيعون - في الإرجاف - وسواسا

كان الحجاب مَحَكّاً في هدايتهم
وإن - في سُبُل - التبليغ أجناسا

ذاتَ الحجاب فدتك النفسُ هينة
حَييتُ فعلكِ بالقريض حساسا

في أربعين مِن الأبيات أجعلها
هدية للتي كم قلبُها قاسى

© 2024 - موقع الشعر