أريج القرنفل - وصية لزوج بأسرته! - أحمد علي سليمان

يا صاح قد طال العناءْ
والحق غاب ولا لقاءْ

فارقتَ أهلك مُكرهاً
من بعد أن كنت العَزاء

وكذا اغترابك عنوة
ويزيد في اللقيا العناء

عجباً لأمرك كله
أنا حائرٌ في الادعاء

وتقول مشتاقٌ إلي
هم ، أنت مِن هذا بَراء

أتشم من هذا القرن
فل عطره؟ ذاك الهراء

حتى إذا جاؤوك رح
ت تردهم ، وبلا حياء

وأراك تخترع اللجا
ج ، ولا ترى لهمُ البقاء

الناسُ تمسك بالصغي
ر تضمه ، فهو البهاء

وتدلل الأطفال دو
ماً - بارتياح - والنساء

وتداعب الأولاد تأ
خذهم إلى حيث الصفاء

أما القساة قلوبهم
فعيالهم رهنَ الفناء

أيطيب عيشك في الخلا؟
أترى السعادة في الخلاء؟

أتحب كل رقيعة؟
أتحب إقبال المساء؟

ولك المواعيد الكثي
رة ، بات شيمتك الوفاء

وإذا نصحت فلا استما
ع ، ولا استجابة أو ولاء

وأراك تسعى للضيا
ع ، بلا تروٍّ ، في خفاء

لكنْ علانية تسي
ر ، ولا تراعي مِن إخاء

كم ذا أعاتب فيك عق
لاً غائباً ، وبلا رياء!

لكنما أحرقت ك
ل ورودنا ، حتى الحُداء

ومشيت وحدك للظى
بالله: أنت وما تشاء

يا صاحبي: إن القرن
فل في يمينك كالضياء

حافظ عليه ، وصُنه من
كيدٍ يُدبّره الغفاء

وأنا نصحتُ ، وإنْ تكنْ
مِن خلتي فدع الغباء

© 2024 - موقع الشعر