لِهَذا اليَومِ بَعدَ غَدٍ أَريجٍ - أبو الطيب المتنبي

لِهَذا اليَومِ بَعدَ غَدٍ أَريجٍ "
" وَنارٌ في العَدوِّ لَها أَجيجُ

تَبيتُ بِها الحَواصِنُ آمِناتٍ "
" وَتَسلَمُ في مَسالِكِها الحَجيجُ

فَلا زالَت عُداتُكَ حَيثُ كانَت "
" فَرائِسَ أَيُّها الأَسَدُ المَهيجُ

عَرَفتُكَ وَالصُفوفُ مُعَبَّآتٌ "
" وَأَنتَ بِغَيرِ سَيفِكَ لا تَعيجُ

وَوَجهُ البَحرِ يُعرَفُ مِن بَعيدٍ "
" إِذا يَسجو فَكَيفَ إِذا يَموجُ

بِأَرضٍ تَهلِكُ الأَشواطُ فيها "
" إِذا مُلِئَت مِنَ الرَكضِ الفُروجُ

تُحاوِلُ نَفسَ مَلكِ الرومِ فيها "
" فَتَفديهِ رَعِيَّتُهُ العُلوجُ

أَبِالغَمَراتِ توعِدُنا النَصارى "
" وَنَحنُ نُجومُها وَهِيَ البُروجُ

وَفينا السَيفُ حَملَتُهُ صَدوقٌ "
" إِذا لاقى وَغارَتُهُ لَجوجُ

نُعَوِّذُهُ مِنَ الأَعيانِ بَأسًا "
" وَيَكثُرُ بِالدُعاءِ لَهُ الضَجيجُ

رَضينا وَالدُمُستُقُ غَيرُ راضٍ "
" بِما حَكَمَ القَواضِبُ وَالوَشيجُ

فَإِن يُقدِم فَقَد زُرنا سَمَندو "
" وَإِن يُحجِم فَمَوعِدُهُ الخَليجُ

© 2024 - موقع الشعر