احتسبتُكِ عند الله يا رُقيّة! - أحمد علي سليمان

بُنيتي ، هذه الدموعُ تأبينُ
فإن حُبكِ - في الفؤاد - مكنونُ

ما فارقتْ أبداً ذكراكِ ذاكرتي
وطيفُ ذكراكِ بالتذكير مقرون

مازلتُ أذكرُ وجها باسماً غرِداً
عذبُ المُحَيّا ، جميلُ السمت ميمون

مازلت أذكرُ ثغراً ضاحكاً طرباً
رِضابُه - بشذى الريحان - معجون

مازلت أذكرُ جسماً ناحلاً عبقاً
تغارُ - مِن حُسنه الجمّ - الفساتين

مازلت أذكرُ كفاً مِن تناسقها
تسبي العيونَ مِن الكف الشرايين

مازلت أذكرُ من عينيكِ سِحرَهما
وعند غيري من الأهل البراهين

إني احتسبتكِ عند الله آنستي
إذ الاحتسابُ - ومَن سوّاكِ - مَسنون

وللمهيمن ما أعطى خلائقه
والقلبُ إن يأخذِ المولى فمنون

وكل شيء بمقدار ومَوْعِدةٍ
عند المليك ، وتكفي الكافُ والنون

فيكِ امتحنتُ وكانت محنتي جَللاً
والقلبُ من عِظم البلاء محزون

لو أن عينيك يا بنتاه أبصرتا
حالي ، وأني هنا - بالوجدِ - مَرهون

لأرسلت كل عين دمعَ مَن فقدتْ
أغلى عزيز له الدموعُ عُربون

ليرحمِ اللهُ مَن بأمره رحلتْ
ومَن دموعي لها ذكرى وتأبين

© 2024 - موقع الشعر