احتسبتُكَ عند اللهِ يا خالد! - أحمد علي سليمان

حُروفكِ قد فاح منها الشذى
برغم المُصاب ومُرّ الأذى

ورغم توشّحِها بالجوى
تُشيّع مُلتاعة جَهبذا

يُصارعُها الدمعُ مستبسلاً
ويُرسلُ - للعين - أعتى القذى

فحرفٌ يُكابدُ وخذ البُكا
وحرفٌ تصَلى بوهج الجُذا

وصاحبةُ الدمع لم تنهزمْ
وكان لها دينها منقذا

ولم يسكن اليأسُ في قلبها
وأمسى الثباتُ له منفذا

لأن التصبر قد زانها
وخاطرُها باليقين اغتذى

فما لطمتْ - في البلا - وجهها
ومنها اللسانُ وعى ما هذى

وما شقتِ الجيبَ في كربها
مثالاً غدتْ في النسا يُحتذى

وعاشت وَدوداً لمحبوبها
وإذ مات لمّا تكنْ مِلوذا

وكانت قد احتسبتْ زوجها
بلفظٍ تضوّع منه الشذى

ولمّا تنُحْ قّط أو تنتحبْ
ولمّا تقُلْ كان زوجي كذا

فبُوركتِ من قدوةٍ للورى
فيا ليتهم - في البلا - هكذا

إذا ما ابتُلوا قاوموا حزنهم
وكان التصبر نعم الغِذا

وكان الدعاءُ لهم مَوئلاً
ويا حبذا الصبر ، يا حبذا

فليس يردُ القنوطُ القضا
و(لوْ) تُورث الهم مثل إذا

و(لولا) تُعذب أصحابَها
يقولون: ما مات لولا كذا

فيا رب رفقاً بمكلومةٍ
بك اليومَ ذي أصبحت مُعْوذا

حنانيك خففْ مُعاناتها
وسامحْ إذا ما أتت مأخذا

© 2024 - موقع الشعر