ابني يوسف هذه تحيتك! - أحمد علي سليمان

فاحَ الأريجُ ، وفاض النورُ والعِطرُ
وحلّ ضيفاً – على أرواحنا - الخيرُ

وغرّد السعدُ يسري في جوارحِنا
وجاء مُلتحفاً – بالبهجة - البشْر

وزغردَ الفرْحُ مُختالاً بنشوته
وداعبَ الهمّة المُلتاعة الشِعر

واستبشرَ الأملُ الحاني يُجاملنا
وعنّ - مِن ليله المُحْلولكِ - الفجر

وزيّنتْ بسَماتُ الأنس مَوْكبنا
وفاض بالعز – في آفاقنا - اليُسر

وزخرفتْ نسَماتُ الشوق خاطرَنا
وقد سَما – فوقنا بنوره - البدر

وأشرقتْ شمسُنا في كل حاضرةٍ
وهامَ وجْداً بها التحنانُ والزهْر

ورفرفتْ في صدى الذكرى مشاعرُنا
وانسابَ دمعُ الهنا ، كأنه النهر

ففي القلوب – من الترجيع - هينمة
وفي النفوس صدىً يحلو به العمر

في هجعة الليل ، والصدّيقُ موقظنا
بكل رفق ، ففي إيقاظِه صَبر

و(يوسف الخير) في هذا الدجى قمرٌ
وللمليك على ما خصنا الشكر

شرَعتُ أشكرُ مَن جادت تبشّرني
بفارس الحق مَن يقوى به الأزر

فقلتُ: يهدي مليكُ الكون مَن همسَتْ
بذي البشارة ، والتقوى هي الأجر

وزدتُ: أسمعُ مِن أم الفتى خبراً
فأشفقتْ ، وطفا فوق الجوى العُذر

فقلتُ: يشفي إلهُ الخلق عِلتها
وتلك سُنتهُ ، وشاهدي الذكر

سجدتُ شكراً لمَن عمّتْ فواضِله
وبالحنيفة والتوحيد لي الفخر

وحولنا الناسُ ، مسرورٌ ومكتئبٌ
لا يستوي الدَّر في الميزان والحِبر

سبحان ربك مَن جلّى سرائرَهم
على الوجوه ، فذي خيرٌ وذي شر

وذاك فرحته تعلو ابتسامته
وذاك يقبعُ – في ألفاظه - الجَمر

و(يوسفُ الخير) مِن هذا على حذر
وليس يُجدي إذا حلّ القضا الحِذر

إني أعيذك – بالرحمن – يا ولدي
مِن عالم داؤه الأحقادُ والغدر

أودى بعزته هجرانُ شِرعته
فعاش يذبحُه الخذلانُ والقهر

أمسى يُهانُ بما أوغادُه اجترحوا
حتى الصليبُ له في وخذه مَكر

غدا يُداوَل – بين المجرمين - ضحىً
والمُجهزون - على خيراته - كُثر

يُكرّم اليوم مَن غنوا ومَن رقصوا
ومَن أنيسَتهم في السهرة الخمر

أضحى يُحَكّم قانونَ الذين طغوْا
مِن الذين مِن التوحيد قد فروا

نعيش يا ولدي في عالم سَقطتْ
رغم الأنوف سُدىً راياته الغر

مع الشعوب ندور - اليومَ - في فلك
مع الذين – على إفلاسهم - قرّوا

ضاعت مَهابتنا في وحل ما رسموا
من الطرائق حتى مسّنا الضر

حتى العروبة ذابت في تغرّبنا
فأين (عبسٌ) مضتْ؟ وأينها (فِهْر)؟

وأفسدتْ حِيَلُ الماسون صحوتنا
حتى غدَوْنا لمَا صاغوه نجتر

وللنصارى – على ألبابنا - سُبُلٌ
عمادُها الغشُ والتدجيلُ والخسر

يُسَطرون ومنا مَن يُتابعُهم
ومِن ترائبنا الأقلامُ والحِبر

ويُشهرون رحى الأغلال مُشرعة
وبات مُنتجعاً نسعى له الأسر

ويُوقدون لظى التنصير في صَلفٍ
وليس يَسلم مِن أهوالها شِبر

وكيف يسلم مَن أعداؤه دَرَجوا
على التشفي ، وفي أصقاعه كرّوا؟

يا (يوسفَ النور) فاعلمْ حال أمتنا
وشخصِ الداءَ ، أنت الدِرعُ والذخر

فهل نرى فيك نبراساً يبصّرنا
كيف الكرامة والإخلاص والنصر؟

وكيف نرجعُ أمجاداً تُجَمّلنا؟
وكيف يسترُ حَسنا صُقعِنا الخدر؟

وكيف نوقظ طوفاناً يُدمّرنا
رصيدُه الطبلُ والأرغولُ والزمر؟!

وكيف نخمِدُ بركاناً يُحَطمنا
وقودُه السحقُ والتشريدُ والجَور؟

وكيف نقمعُ زلزالاً يُدهدِهنا!
قوامُه الفنُ والتضليلُ والعُهر؟

وكيف نسحقُ مَن بالباطل ادّرعوا
ومَن - إلى جوقة المستهتر - انجرّوا؟

وكيف نقتصّ ممن حاربوا غدَنا
ومَن بصولتهم بين الورى اغتروا؟

وكيف ندْحَضُ ما دسّوهُ مِن شُبهٍ
كأنهم - بكتاب الله - ما مروا؟

وكيف ندفعُ ما ساقوه من حُجَج؟
وهل تفيد الرؤى مَن ضل والذكر؟

وكيف نمحو – من الدنيا - قلاقلهم
فلا يكونُ بها فِسقٌ ولا كُفر؟

وكيف نوقِدُ – في (الهيبيز) – شُعلتنا؟
وكيف نبطِلُ سِحر (الجاز والنجرو)؟

وكيف نشدَخ (للكاوبوي) نعرته؟
وكيف نغلب جيشاً قاده (نهرو)؟

وكيف نرجِعُ – للأعراب - شَوكتهم
تلك التي سُلبتْ ، والعُرْب لم يدروا؟

وكيف نرجعُ ضاداً أصبحتْ خبراً
فالنصبُ ضاع ، وضاع الضمُ والجر؟!

بعد الشريعة كانت جسر قوّتنا
كيف استبيح هُدى الإسلام والجسر؟

ثم ابتلينا بما الأعاجمُ ابتدعوا
مِن اللغات ، فذي شين وذي ختر

فهل تُعيدُ لنا ما الهزلُ بدّدَهُ؟
وهل يكون لكم – في جيشنا – مُهر؟!

وهل نراك - على ساح الوغى - بطلاً
تردّ – بالعدل – ما أودى به الجور؟

وهل إذا صَفتِ الهيجا جحافلها
نراك في صف مَن – لربنا – خرّوا؟

تحِز بالسيف مَن رامُوا هزائمنا
وتستمي ألِقاً ، كأنك النسر؟

لا تستكين إذا هزتك خندمة
فليس للكفر إلا السَحلُ والعقر

فأنت بالحق تغشى كل ملحمةٍ
وفي مرابعها يحلو لك النحر

إني أريدك ناراً فوق مَن ظلموا
همُ النعاجُ غوتْ ، وإنك الصقر!

وأنت أهلٌ لمَا أزجيه مِن طلب
والله يشهدُ ، ثم الناسُ والدهر

أني ادخرتك للإسلام عُدته
وأنت سيفُ الهُدى والرمحُ والثأر

ولا أزكّي على رب الورى ولدي
لقد يكون له – بين الورى - قدر

أسميته (يوسف الصدّيق) مُلتمساً
فيه العفافَ ، ففي ظلاله الطهر

لم أعْن - بالكنية العصماء - مُرتزقاً
مِن الأراذل مَن مِن ديننا فروا

لم أعْن – بالإسم – أهل الفن منتهجاً
نهج البُغاة ، فبئسَ النهجُ والفكْر!

لكنْ قصدتُ بها الصدّيق أسوتنا
ومَن يُخلدُ ذكرى مَجْدَه الذِكْر

ذاك (ابنُ يعقوبَ) في القرآن مَخبرُه
نعم النبيّ! ونعم الآلُ والخبْر!

يا (يوسفَ الخير) يا طفلاً أتيهُ به
فخراً ، وتغبطه في عزةٍ (مصر)!

مصرُ التي قادها الصدّيق في زمن
وقادها - بعد حين بالهُدى – (عمْرو)

يُحبّكَ الكلُ شِبلاً ليس تغلبه
مرارة العيش إذ إقدامه مُر

يكاد حبك يسبي قلب (عائشةٍ)
ولستُ أدركُ يا محبوبُ ما السر؟

وقد أتتك بمستشفىً وُلدتَ به
تُفضِي إليك بما قد احتوى الصدر

عافت صحائفها حتى تزورُكما
وباركتك ، فزال الهم والكُدْر

وأغدقت خيرها ، وأنت مَقصِدُها
وغرّدتْ مثلما يُغرّد الطير

قلبٌ أحبّ ، وقد شط الودادُ به
وليس يعرف ما في قلبها الغير

تريدُ خيراً لأهل الحق قاطبة
وليس يَحجبُ ما في قلبها سِتر

ودللتك لها - في عطفها - أرجٌ
ووجهُك الغض – بالتدليل - يَحمر

جوزيتِ خيراً أيا أندى مُدللةٍ
كم جاد كفكِ كم؟ كأنه البحر!

يا (عائشَ الخير) صوني الدين تنتصري
فكسْرُ دينكِ والتقوى هو الكسر

تعلمي الحق مِن أسفار مَن صدقوا
وكل علم له يا أختنا سِفر

تعلمي العلمَ لا للمنصب ، اعتبري
لكنْ لربك ، هذا المنطقُ الخير

وجمّلي النفس بالتوحيد ، لا تهني
وزايلي ما به يَستفحلُ الضير

واستحضري الموت في سِر وفي عَلن
وإن واعظنا – في الغفلة - القبر

وهذه الدارُ تُنسِي مُنتهى غدِنا
فلا يكون مِن الذكرى ولو نَذر

إنا نحبُكِ ، والرحمنُ شاهدُنا
ومَن له الخلقُ والأملاكُ والأمر

ولم نحبّ بوادينا (كعائشةٍ)
يقول ذلك – قبل الخاطر - الثغر

فأدركي الحب كي تزكوْ نضارته
وأخلصي الدِّينَ ، نعمَ السعيُ والسير!

إن (الحميدية) الرعناء شاخصة
أبصارُ عِليتها ، وفي الخطا إصر

وأنتِ – في أعين الأقوام - جوهرة
لكنما جمعُهم مِن الحيا صِفر

لا يَقدرون لذات الدين قِيمتها
وهكذا يفعل الأنذالُ والعَير

تنكّرتْ - لهُدى الرحمن - جوقتهم
حتى استوى عندها الرمّانُ والبُسر

فلا عليكِ مِن التشويش يُطلقه
أهلُ الأراجيف ، بئسَ الكِذبُ والهُجْر!

أنتِ الملاكُ ، وهم – في غيّهم - رتعوا
همُ الفروعُ انزوتْ ، وعزمُكِ الجذر!

فاستعصمي بعُرَى الإسلام ما طلعتْ
شمسٌ وما قد بدا في ذي السما بدر

وأكرمي صحبة (الصدّيق) ، أنتِ لها
روضٌ عطيرُ السنا في الساح مخضر

(عجمان) يوماً يُميتُ الدهرُ نضرتها
ولن يموت سُدىً جودُ الألى بروا

وبعدُ أرجعُ – للصديق - أغمره
بوابل الشِعر في سِر وفي جَهر

كيلا يقول: ثوى في مدح (عائشةٍ)
وجُل مدح الفتى فيمن هوى شر

يا يوسفَ الخير لا تنسَ الجميل لمن
أسمتك (يوسف) ، يا ذا الطيّبُ البر

فاذكرْ بخير لها فحوى زيارتها
وأنت في المهد لم يُسرعْ بك الطور

فقل: جزاكِ مليكُ الخلق مَكرُمةٍ
لأن خيرك لا عَدٌ ولا حَصر

أعطيتِ حتى رأيتُ الجودَ يَغمرُنا
مِن بعد أن بخل الأقاربُ السُمر

أنت الوفاءُ بدنيا لا وفاءَ بها
وأنتِ واحة ظِل ما بها حَر

شكرتكِ - اليومَ - عِرفاناً بما بذلتْ
يداكِ حتى سَبا يراعتي الشكر

يا (يوسفَ الخير) أبصرْ نورَ شرعتنا
فلا تطالعْ كتاباً خطه (النضر)

ولا تعر أذناً يوماً لمُرتزق
فهؤلاء عِبادَ الله كم غروا!

كم طوّعوا الدين للشيطان دون حيا!
جمعٌ إذا يُذكرُ الفرعون يحْتر

فحسبك الشم أهل العلم مَن صدقوا
ولا عليك بمَن قد ضمهم دَير

فاقرأ كتاباً يُريك الحق منبلجاً
وروّض النفسَ ، لا يَعصفْ بك الكِبْر

واعملْ لأخراك ما قد عشتَ مُحتسباً
واصبرْ ، فإن شفاء المؤمن الصبر

واصحبْ تقياً يكنْ عوناً تجَل به
ولا تصاحبْ غوياً ، إنه غِر

وكن مُسِراً إذا أودعت سِر أخ
قل للسان: إذا أفشيت فالبتر

وكن عزيزاً إذا رجَتك قاصمة
واصمدْ لها رجلاً ، كأنك النمر

وظنّ بالله ظنّ الخير مُرتقباً
خيرَ الإله ، فما يأتي به الخير

وأنت - في ساحة القرآن - خيرُ فتىً
لا تنسَ ما صدعتْ فينا به (الحِجر)!

فاتلُ الكتاب وما قد قال أسوتنا
رسولُ ربك مَن في قوله اليُسر

وقصّدِ الشِعرَ سَيفاً في مَلاحمنا
ولا تقلْ أبداً في نظمه عُسر

وادحرْ به جوقة في دارنا سَكرتْ
واستحمقتْ وغوتْ ، واستعظم السكْر

واستفتِ قلبك إنْ أفتاك مَن جهلوا
صِنوان مَن جحدَ الإيمان والثور!

وإن عدمت تقاة فارتحلْ أبداً
فقد يبوءُ بخل صالح سَفر

وإن دعوت فعِلمٌ ، ثم تضحية
فقد يبيتُ رياضاً تنتشي قفر

وإن نكحت فذاتُ الدين ليس سوى
ومتعة العيش ذاتُ المَنهج البكر!

والبيتُ بيت تقىً ، فالذكرُ ديدنه
وقولُ خير الورى للغادة المَهر

بيتٌ يسيرُ – على القرآن - مُهتدياً
ويستبين الخطا ، كأنه القصر

وليس فيه مِن التضليل خردلة
كيلا يسودَ به التدجيلُ والدعر

ولا تدارُ به آهاتُ مُطربة
مُبرؤٌ ، ما به فِسقٌ ولا فجر

كأنه الفلكُ تسعى في بُلهنيةٍ
ولا يُزلزلها مَدٌ ولا جَزر!

والأسودان هما مطعومُ ساكنِه
خبز الشعير ، وبعدُ الماءُ والتمر

وليس يشكو - لخلق الله - شدته
حتى وإن مَرّ أسبوعان أو شهر

يُرحّبُ – اليومَ – بالفقر الذي اندلعتْ
نيرانُ شِدته ، يا حبذا الفقر!

ولا يُرقع أحلاماً مُطهمة
بالزيف ، إنّ مَحَكّ الزيفِ مُغبر

يا (يوسفَ الخير) قد طالت قصيدتنا
واللفظ مُنتفخ الأوداج مُصفر

عتقتُ رونقها في قِدر ذاكرتي
وقد أتيتُ بما قد احتوى القِدر

باتت كخلقكَ ، حازت كل واردةٍ
كأن زبدتها للمشتهي تِبر

إني لأسْطرُ ، والأيامُ ماضية
فإن قرأت أفادَ النظمُ والسطر

وإن هجرت وصايا والدٍ نبضتْ
فيها الحياة ، فبئس التركُ والهجر!

وإن زجرت أحاسيساً بها شحنتْ
تزكي الجنان ، فبئس الردّ والزجر!

وإن نهرت قلوباً طالعتْ دُرراً
ترطب الشِعر ، خاب الفعلُ والنهر!

وإن مسخت قراطيسي وتجربتي
مات القريضُ وطمّ الحُوبُ والوزر!

يا (يوسفَ الخير) إن الشِعر مَركبتي
فيها الجواهرُ والياقوتُ والدُر

كتبتُ ، لكنْ قلوبُ القوم ما فقهتْ
وذدتُ ، لكنْ طوى يراعتي الكَسر

وكنتُ نافحتُ عن حق أدينُ به
لكنْ دواوينُ شِعري أزها القسر

تجوب أرضاً وأقواماً وجمهرة
لكنْ يُهدّدها النكرانُ والثبر

وقد نذرتُ إذا وُفقتُ أرخِصَها
وقد فعلتُ ، وتم الوعدُ والنذر

فما ادخرتُ لمَا يأتي الزمانُ به
مِن الخطوب ، فمالي سَفه الشِعر!

وكنتُ أبقيتُ عُشراً كي أعولَ به
إخوانَك الصِيد ، ثم استُهلك العُشر

حتى استدنتُ وأحنى الدَيْنُ أشرعتي
حتى يتم لشِعري الطبعُ والنشر

وهكذا الشعرُ يُفني مالَ صاحبه
ودربُه عَسِرٌ مُستثقلٌ وَعر

ولستُ أشكو – لغير الله - مَظلمتي
فبالدعاء يزولُ البأسُ والضر

لكنْ أصرّحُ أن الشِعر أجهدني
فبالقريض طوى آماليَ البَور!

وما حزنتُ على الأموال أنفقها
في عِزة الحق فيم الخوفُ والذعر؟!

غيري حريصٌ على الأطيان يملكُها
وإن تفتْه علا مِن جوفه الجُعر

يوفر المال في (بنكٍ) يدلّ به
خابَ العميلُ! وخابَ السعيُ والوفر!

غيري يتوق لتلفاز يُشاهده
حتى تمَتعه غاداته الشقر

غيري يكِدّ لدنيا سوف يتركُها
يوماً ليُصبح مأوى الأحمق القبر

يا (يوسفَ الخير) فاحذرْ مَن ذكرتُهُمُ
أنت اللبيبُ ، فلا يلعبْ بك الختر!

إياك إياك أن تعيش عِيشتهم
همُ الظلامُ ، وأنت الساطعُ البدر

وأسأل الله أن تحيا لشرعتنا
سيفاً وذخراً ونعمَ السيفُ والذخر!

وأن تكون لدين الله متبعاً
فلا يجرّك إرجاءٌ ولا جَبر

وأن تكون - لآراء الرجال - فتىً
يُغلِبُ الحق ، ما في نهجه حَجر

وأن تتابعَ أسلافاً لنا رحلوا
هم اللبابُ ، ومَن هم دونهم قِشر

واقرأ لقطب دعاة الخير (سيّدنا)
ولا عليك بمَن في سَبه كَرّوا

شتان شتان بين القطب مُستمياً
وبين مَن - في ثرى أهوائهم – قرّوا!

هل يستوي مَن شرى بالدون آخرة
ومَن تمسّك بالتوحيد يا حُمر؟!

الله أكبر ، أين العقلُ يَردعُكم؟
هل يستوي الأسَدُ الضرغام والهِر؟!

والقطبُ ليث تخاف العِيرُ سِيرته
هل يستوي الليث يا أنذالُ والفأر؟

يا (يوسفَ الخير) أبصرْ ما يُعرقلنا
عن الرشاد ، وبئس الكيدُ والمَكر!

وقاك ربك ما نحياه من فِتن
وأكتفي ، فلقد ملّ الجوى الشِعر!

© 2024 - موقع الشعر