أيقونة الشعر - نوري الوائلي

إلى أختي وأستاذتي الشاعرة أيمان سراج الوائلي أكتب هذه الأبيات ردا على وصفي بأنّي (تاج رأسها)
 
ما كنتُ تاجًا لرأسٍ بالشموخِ سما
وللعزيزِ انحنى ذلّا ومُعتصما
 
منْ ذا أكونُ وأدنوْ نحو مبدعةٍ
قد سطّرت من جميلِ الشعرِ مُحتكما
 
لها خيالٌ مدى الآفاقِ يُوسعه
ويُعجزُ الحبرَ والتعبيرَ والكلما
 
في كفّها قلمٌ تبرٌ محابرُه
ما فاقُه الماسُ تبيانًا ومرتسما
 
يرددُّ الخلقُ ما خطّت أناملُها
ويرفعُ الفخرُ من إبداعِها علما
 
يا صرخة الشعرِ هزّت كلّ ساكنةٍ
وأيقظت منْ صداها العُرْبَ والعجما
 
أيقونةُ الشعر اذ قالت واذ كتبت
فجاوز الحرفُ في أبياتها القمما
 
يا درة في ظلامِ البحرِ ساطعةً
قد نوّرت في سديمِ الكونِ ما عتما
 
قد أوجع الحزنُ عينيْها وما هملتْ
وأسكنَ الصبرُ منْ إيمانها الألما
 
وعسّل العزمُ قلبًا ذاق ممتحنًا
مرّ الصعاب إذا ما الصبرُ قد سئِما
 
وفي حشاها بذور الوجدِ قد زرعت
ثمارها الودّ للأحبابِ قد قُسما
 
قد ينتهي الشعر أوزانًا وقافيةً
ويخلدُ الدهرَ لو كفّاك قد نظما
 
تقضين ليلك في المحراب ساجدةً
والإنسُ بات بما عُلّمت منقسما
© 2024 - موقع الشعر