الدين لله قالــوا في مساجــــده - نوري الوائلي

تبا لمنْ قال بالإيمانَ إظهارا
ويحسبُ الدينَ تسبيحًا وأذكارا
 
يبدو تقيّا إذا ناظرته ورعًا
في القول مثرٍ ويخفي الشّرك أسرارا
 
ويلٌ لمن يجهلُ التنزيلَ من فُسَقٍ
وينكرُ الدينَ دستورًا ومعيارا
 
للناسِ يبدو حضاريًّا بظاهره
وللتقدّمِ يشدو حيثما سارا
 
يدعو إلى السوءِ والفحشاءَ ينعتُها
حرّيّةً، تجعلُ الجهّالَ فجّارا
 
الدين لله قالوا في مساجده
وكيف تُخفي بيوتُ الله أنوارا!!
 
حرّيّة الناس حقٌّ في عقائدهم
بها أباحوا الزنى والفحش والعارا
 
نسوا الرقيبَ وبات المالُ ربّهمُ
فساقهم للظى عُمْيًا وأشرارا
 
مخالبُ الفقر تنمو والربا دولٌ
وكلُّ دعْواهمُ لم تُغنِ إفقارا
 
هل يصلح الناسَ نُسْكٌ في مساجدهم
وهم عبيد الهوى ناخوا لمن جارا
 
الدين للخلْقِ لا لله لو فقهوا
يبني الحياة ويحيي الناس أحرارا
 
هو السراج الذي أضواؤه فلقت
دياجيَ الجهل والتضليل أسحارا
 
الله أنزله للعالمين هدى
من بعد ما أفسدوا في الأرض تكرارا
 
هو العبادةُ والإيمان جوهرها
هو الهداية إرشادًا لمن حارا
 
نهجُ العبادة أعمال إذا حسنت
فيها التنافسُ يُعلي الخَلق أدوارا
 
تحيي النفوس وللأخلاقِ داعية
وتجعلُ العلم للتطويرِ مختارا
 
الدين بين الورى ساوى وميّزهم
عند العليم التقى قربًا ومقدارا
 
لم يبق ظلمٌ إذا سادت مبادئه
فالعدل فيه وفي أحكامه دارا
 
حرّيّة الفكر ما كانت مقيدةً
أو كان معْتقدُ الأديانِ إجبارا
 
ما ينفع الله؟ إذ صلّوا وإذ عَدِلوا
هو الغنيُّ وساد الخلق جبّارا
© 2024 - موقع الشعر