أصابكِ السهم - عبدالرحمن آل عباط الزهراني

آصابكِ السهمُ أم أخطآك يا كبِدِي 
  فلا ملامةَ إنّ الفعلَ فعلُ يَدِي

صبرٌ جميلٌ على ما صابنا ورضا
حوادثُ الدهرِ لا تُبقيْ على احدِ

لَكم تراءت لنا بالليل أمنيةٌ
و جائت الريحُ بالحرمان والنكدِ

وكم سراباً تبعنا في الضحى عطشاً
   فغابتِ الشمسُ لم نهنأْ و لم نَرِدِ

ندورُ في فلكِ الآمالِ ما وُجِدَت
بأيّ حالٍ من الاحوالِ أو بَلَدِ

هي السبيلُ فلولاها لما فرِحتْ
أمٌ بحملِ و لم تُولدْ و لم تَلِدِ

اليأسُ يُخمد -سِرّاً- روحَ حاملِهِ
حتى اذا انطفأتْ ما حيلةُ الجسدِ

كأنهُ صنَمٌ في جوفهِ نغمٌ
يمشي على قدمٍ للخلقِ مُنتقِدِ

لا ينتمي لمكانٍ  او لطائفةٍ
لم يغنمِ الامسَ او يحفلْ بأمرِ غدِ

العقلُ يعلمُ انّ الموتَ مُدرِكُهْ
والقلبُ في غفلةٍ والجسمُ في كَبَدِ

© 2024 - موقع الشعر