عَيْنِي لا تَنَام - محمد عبد الحفيظ القصّاب

عَيْنِي لا تَنَام
************
أَعْرِفَ أنَّكِ لَسْتِ هُنَا !!!
 
في هَدْأَةِ اللَّيْلِ تَنَامُ عَيْناكِ
 
لَيْتَنِي بَعْض أحْلامٍ صَغِيْرَةْ
 
تُوَشْوِشُ للبَرِيْقِ تَحْتَ الجَفْنَيْنْ
 
تَعْزِفُ الذِّكْرَى فَتَبْتَسِمْ شَفَتَاكِ 
 
تُهَدْهِدُ سَرِيْرِي النَّاعِم على الرِّمْشَيْنْ
 
وتَبْدَأُ تَنْطِقُ أَوَّلَ الكَلِمَاتْ
 
كَطِفْلِي الصَّغِيرْ
 
يَظَلُّ يَطِيرْ
 
يَبْحَثُ فيكِ عَنْ عَرَائِسِ الحِكَاياتْ
 
ويَعودُ لِيَغْفو تَحْتَ الجَنَاحْ
 
لِتَضُمْيهِ وأنْتِ لا تَدْرِينْ
 
تَمْسَحِينَ شَعْرَهُ الحَزِينْ
 
ويَعْبُقُ فيهِ عَبِيرُ الأَنْفاسْ
 
فَيَسْكَر ولا يَدْرِي
 
كيفَ الخَمْرَةُ مِنَ الرِّيْح
 
تَدُقُّ الأَجْرَاسْ ؟؟؟
 
فَيَظَلُّ يَنْظُرُ إليكِ
 
بَعْدَما رَفَضَهُ النُّعَاسْ
 -----------------
 
لَيْتَنِي أَحْمِلُ هذا الليل
 
رِدَاءً أسْتَدْفِيء فيهِ
 
 ظِلَّ الجَسِدْ
 
حتى لا يَرانِي أَحَدْ
 
حتى لا أزعج غفوة الروحْ
 
كأنِّي لا أحَدْ
 
أفرِّعُ غَمامَ النَّدَى عليكِ
 
وأَبْنِي لَيْلِي كَأنِّي الدُّوحْ
 
حتى الصَّباح لا يَأْتِي إليكِ
 
ويبدأَ عني يَبُوحْ
 
فَيُبْعِدني عنْ قطنِ يديكِ
 
سَأُهْدِي النَّجْمَةَ أَلْفَ رِدَاءْ
 
سَأُقَبِّلُ فيها ثَغْرَ الفَضَاءْ
 
سَأَتَوَسَّلُ المَوْلى يُبْقِيها
 
ضِياءْ
 
لِتَقْبَلَ مني أنْ تكونْ
 
هَدِيَّةَ حُبِّي
 
وَقْتَ الرَّحِيلْ
 
تَدِلُّ عَنّي على شَعْرِكِ
 
الطَّوِيلْ
 
مازالَ يُدَغْدِغُ سَعَفَاتِ
 
النَّخِيلْ
 
في وَاحَاتِ الأَحْلامْ
 
يا لَيْتَها تَنامْ
 
عَيْنِي
 
لمَّا تَنامُ عَيْناكِ
 
عَيْنِي لا تَنامْ
**********************
محمد عبد الحفيظ القصاب
11-11-2005 م
© 2024 - موقع الشعر