اقْتُلْنِي ولَكِنْ - محمد عبد الحفيظ القصّاب

اقْتُلْنِي ولَكِنْ
--------------

لا بدَّ سأقْتَلُ يَوْمًا
رَغْمَ النِّسْرِيْنِ المُحْتَكِمِ على المَنْفَى

ونِهاياتٌ سَتُوَقِّعُ أضْرِحَتِي
.. سَتُقِرُّ بِتَسْوِيْفِ الموْتِ

وتَنْجو ..
من سجّانِ الأسْماءِ

كُلّي حِسٌّ..
وعلى كُلٍّ...

فَسَأَجْمَعُ وَشْوشَةَ الظِّلِّ
معَ الأشْياءِ

وسَأَعْقِدُ هُدْنَةَ عِشْقٍ
مَعَ مَوْتِي ..

حتى عِندَ تلاقِينا ..
كي نَحْتَفِلَ .. بِعِيْدِ الإفْناءِ

كُلُّ الأشْياءِ إذا وَقَعَتْ
فَرِياحُ سُقُوطِي ..

عَنْ سادِرَتِي...
لا شَيْءَ على الوَرَقِ السَّاقِطِ...

لا تُقْنُعُنِي حُفْرَةُ جَهْلِي
لا الشَّيْءُ .. مُهِمًّا

ما بَعْدَ الإغْماءِ.
سَأَظَلُّ .... وأَبْقَى

وسَتَبْقَى ...... مُنْكَفِئًا!
هذا ما أُجْهِدُ إغْمائِي

مِنْ أَجْلِ حَقِيْقَتِهِ
مُنْكَفِئًا .... سَتَظَلُّ

أَراكَ على غَيرِ مَراياكَ ... سَتَبْقَى
مُحْتَشَدًا بالقَتْلِ

.. ومُنْفَعِلاً في غَيرِ الأعْضاءِ
سَأَزُورُ مَتاحِفَ ذاكِرَتِي

ما زِلْتُ أُحَرِّرُ خَطْوِي
للبَحْثِ عَنِ النَّاجِينَ

قُبَيْلَ وُقُوعِي مِنْ صَوْمَعَتِي!
الظِّلُّ يُجَنِّدُ أضْوائِي...

ضِدِّي، يُغْرِيْها
بالنَّوْمِ السَّابِقِ

ويُجاهِدُ لو يُنْسِيْها
لَوْنَ عِظامٍ مُتَوَرِّمَةٍ

كانَتْ هَيْكَلَ
ما سَأَكُونُ

فما أجْمَلَ نومِي مِثْلَ
بُكاءِ القُدَماءِ

كانَ الزَّمَنُ الأوَّلُ
يَسْتَتِرُ عَنِ القَتْلِ عَباءاتٍ

....فَيُكَرِّمُ
ثَأْرَ النَّهْرِ، جُسُورًا

تَخْتَبِيءُ وَراءَ الأشْلاءِ
هِيَ بَعْضٌ مِمَّا قُتِلَ

هِيَ الكُلُّ، بُعَيدَ الزَّمَنِ المَمْسُوخِ..
نهاياتٌ أقْدَمُ...

أو أسْرَعُ ...
لا فَرْقَ هُنا

مادمْتُ..... سَأُقْتَلْ!!!
مادامَتْ أَدَواتُ

الحَسْمِ .....سَتُحْمَلْ!!!
لو حَرَّرَتَ إرَادَةَ كُلَّ دِفاعِ حَيٍّ

أو مَيْتٍ
مِنْ تَعَبِ الخَوْفِ ... سَتُحْمَلْ!!!

هِيَ هذا الرَّكْضُ المَلْسُوعُ ...
بِجِلْدِي..

مادامَ سَيَبْقَى فِيَّ..
كَرُخْصَةِ.. جِلْدِي

تَحْتَ عَرائِي
فَوقَ الشَّوكِ المُتَطَبِّعِ ..

بِرُخامِي
هذا المَسْجُون .. ورائِي

وأمامِي
هل سُيَجابِهُنِي يَوْمًا؟!

وسَيَقْرَأُ أنْبائِي
سَيُوقِّعُ عَنِّي خافِيَةَ العَينِ

حِينَ تَنامُ الأنْباءُ
وتَسْقُطُ في مُجْمَلِها

........ أحْيائِي
سَأَظَلُّ كَما سَيُقالُ:

مُسَجَّى
بأزِيزِ الرَّكْضِ

مُحَلَّى
بِمَتاحِفِ ذاكِرَتِي

تَتَوَهْجُ مِنْ هَلْوَسَةٍ
تَسْجُنُ أسْمائِيْ!

محمد عبد الحفيظ القصاب
----------------------------------

الشعر الحر
طفلُ الحرف (18)

محمد عبد الحفيظ القصاب
حمص –مارس –الأحد 121993

© 2024 - موقع الشعر