ضَرِيحُ الحُبّ - محمد عبد الحفيظ القصّاب

ضَرِيحُ الحُبّ
---------

ضَيَّعْتِنِي بِضَياعِ الحُبِّ لِلأبدِ
هَذا بِرَبِّي عظيمٌ مِنْكِ بالسَّنَدِ

كَيفَ الرَّجاءُ وصارَ البُعدُ يَجْمَعُنا؟
كَيفَ الوُصُولُ وآلَافٌ مِنَ الجَدَدِ؟

أَنْتِ الرَّدَى! تَهْنَئِينَ اليومَ في بلدٍ
ضَرِيْحُ عِشْقي أَلَا يَأْسُوْهُ مِنْ أَحَدِ!؟

وكانَ ماضٍ لَنا رُوْحًا مُوَحَّدَةً
فَتَصْرَعِينَ بِهَجْرِي الرُّوْحَ في الجَسَدِ

وقد عَلِمْتِ بِأَنِّي لا أَعِيْشُ بِلا
هَوًى، تَجاسَر لي ضَعْفِي على جَلَدي

ذَهَبْتِ عَنْهُ.. ولا تَشْفِينَ أنَّتَهُ
لنْ تَنْتَهِي، فاشْتَهَتْ ..تَشْتاقُ لِلمَدَدِ

هَلاّ زَرَعْتِ غُصُونَ الآسِ في جَدَثٍ
للحُبِّ.. واُتْلِي عَلَينا سُوْرَةَ الصَّمَدِ

ثُمَّ اذْهَبِي نَظَرِي يَرْنُو إليكِ بلا
حَجْبٍ، يُراقِبُ قلبًا قامَ في كَمَدِ

يَحْبُو، وَتَرْمُقُهُ العُشَّاقُ في أَسَفٍ
قدْ كانَ طيْفًا لِرَوْضِ الحُبِّ والبَلَدِ

فأصْبَحوا لي!.. يُنادُونَ الضَّريْحَ إذا
جَنَّ الهَوَى فِيْهِمُ.. حتى بِلا رَشَدِ

محمد عبد الحفيظ القصاب
(10)

**********************
طفلُ الحرف(14)

محمد عبد الحفيظ القصاب- 89
© 2024 - موقع الشعر