حامِلُ السِّحْر (2)سِحْرُ السِّحْر.. - محمد عبد الحفيظ القصّاب

حامِلُ السِّحْر (2)سِحْرُ السِّحْر..
........................

1-عِشْقُ السَّوَاحِرِ* سِحْرٌ لَسْتَ تُعْفِيهِ
فَأنْتَ مَسْحُورُ قَلبٍ والهَوَى فِيهِ

2-مَهْما بِرُقْيَةِ أَيْدٍ مِنْ تَعَبُّدِها
تَلْقَ السَّماءَ فَلَنْ تَحْتالَ تَشْفِيهِ

3 إذا الجَوَى أَمْسَكَ الأنْفاسَ يُرْسِلُها
بَينَ الوَجِيبِ، فَدامَ الشَّوقُ يَرْوِيهِ

4-قَلْبِي وِشايَةُ كُلِّ الوَجْدِ يَفْضَحُهُ
لا يَخْتَفِي فِيهِ عِشْقٌ كانَ يُخْفِيهِ

5-إذا الزَّفِيرُ من الآهاتِ مُشْتَعِلٌ
عادَ الشَّهِيقُ بِذاتِ النَّارِ تُرْدِيهِ

6-لابُدَّ مِنْ مَوْتِنا في الحُبِّ مُعْجِزَةٌ
تَمُوتُ حَيًّا، وتَحْيا، ثُمَّ تُحْيِيهِ!

7-يا حامِلَ السِّحْرِ هاتِ القَلْبَ مِنْ صَدَفٍ
فَعَينُ ساحِرةٍ صابَتْهُ، تَرْثِيهِ

8-فَلَنْ تَرَاهُ حَقُوداً مِنْ دَمِي اغترفتْ
تِلْكَ السَّواقِي حَصاها ثمَّ تَبْنِيْهِ

9-فالشَّطُّ سَلَّةُ مَوْتَى النَّبْضِ عارِيَةٌ
والبَحْرُ يلبسُ ثوبَ المَاءِ من تِيهِي

10-لَمَا العِطاشَ بِكَوْنٍ مِنْ تَسَكُّعِهِ
مَنْ يَشْرِبِ الشَّمْسَ لا تَأْمَنْ فَتَسْقِيهِ

11-تُعانِقُ المَوْجَ مَوْجاتٌ بِهِ فُتِنَتْ
فَقُبْلةُ المَاءِ رِيْقُ المَكْرِ مِنْ فِيهِ*

12-لقدْ وَقَفْتَ بِبابٍ لَسْتَ تَدْخُلُهُ
مُفْتاحُ حامِلِهِ.. وَهْمٌ، ويَشْقِيهِ

13-هِيَ المَنافِي طَعِينُ الحِسِّ يَطْعَنُها
فَخَاسِرَانِ، يُعادِينا، ونُرْضِيهِ

14-شِعْرِي ضَفِيْرَةُ لَيلٍ عَنكِ تَعْقِدُها
أنامِلُ المُنْتَهى في فَجْرِ مُفْدِيهِ

15-كُلُّ القُلُوبِ لَهَا مِنْ شَوْقِ نَبْضَتِها
سِحْرٌ يُصارِعُ، يَرْقِينِي وأَرْقِيهِ

16-فَوَاهِبُ الرُّوحِ أدْرَى أَيْنَ يَزْرَعُها
يا لَهْفَةً نَبَتَتْ في الرُّوحِ تَحْوِيهِ

17-هذا الشَّقاءُ بِحُلْمٍ كالتِي بَزَغتْ
شَمْسُ المُحالِ، فَلَمْ تطْلَعْ لِتَغْوِيهِ

18-يا ذاتَ مَحْرَقَةٍ؛ أُنْثَى لَكِ احْتُطِبَتْ
أشْجارُ قَلْبِي، لَهَا تَنْمُو فَتَصْلِيهِ

19-لمْ يَبْلُغِ السِّحْرُ جُزْءً مِنْ تَفَنُّنِها
إنْ أَبْصَرَ انْتَبَهَتْ كالخَطْفِ تَعْمِيهِ

---------------------------
جديد..(19) البحر البسيط

*فيهِ:فَمُهُ
*سَوَاحِرُ : جمع ساحِرَةُ

--------------------------------------------------------------------
محمد عبد الحفيظ القصّاب

صيدا-لبنان-20-3-2021
© 2024 - موقع الشعر