تَيْمَاءُ قَلْبِي... - محمد عبد الحفيظ القصّاب

تَيْمَاءُ قَلْبِي
************

أدْعُوْكِ: ليلى، أمْ أقولُ: تَشَدَّدِي
كمْ هانَ فيكِ تَذَلُّلِي وتَوَدُّدِي

جاوَرْتِنِي في الرُّوحِ أوَّلَ شَهْقَةٍ
حتى اخْتَفَيْنا تارَةً بِتَنَهُّدِي

أُخْرَى اسْتَعارَتْ مِنْ فُؤادِي خَفْقَةً
تَهْدِيكِ إحْياءَ الفُؤادِ المُوْصَدِ

وتنافَرَتْ كُلُّ النَّسائمِ عِنْدَها
في نَسْمةِ الإصْباحِ عِنْدَ تَشَهُّدِي

وتَكَسَّرَتْ ألوانُ طَيْفِ شُرُودِنا
في صَفْحةِ الأحْلامِ طِفلَ تَغَرُّدِي

نَطْوِي بِها أيَّامَ أجْمَلِ عاشِقٍ
بلْ نَحْتَويهِ دَمْعَةً لِتَشَرُّدِي

تَيْماءُ نَفْسِي غُرْبَتِي ويَقِينُها
وضَياعُها وجَلادَةُ المُتَرَدِّدِ

تَيْماءُ قلبي ظُلمَتِي وسَفِينُها
تابُوتُها عَضَّ الهَنا في مَرْقَدِي

وتَناثَرَتْ في الوَصْفِ كُلُّ لُغاتِها
حتى اسْتَعانَتْ مِنْ لِسانِ تَوَحُّدِي

وشَرِبْتُ مِنْ كَلِماتِ قامُوسِ الهَوَى
كأسًا لأبدأَ فيكِ سِفْرَ تَفَرُّدِي

تَيْماءُ عَيْنِي غابَةٌ مِنْ حُورِها
في مُقْلَةِ الأوْراقِ زَهْرُ تَوَرُّدِي

نَشَرَتْ عليكِ تَداعِياتِ عِنادِها
في خاطِري وتُشارِكينَ تَوَقُّدِي

ماذا أُضِيفُ إذا أقولُ أحِبُّها؟
يَشْتاقُ حَرْفِي للنَّزِيفِ على يَدِي

يَشِتاقُ يَلْتَحِفُ السَّماءَ بِنَظْرَةٍ
ويُمَشِّطُ الأنْهارَ كي تَتَجَدَّدِي

يَشتاقُ يَحْفِرُنِي على وَتَرِ النَّوَى
ويُسَلِّطُ الأسقامَ ضَيفَ تَوَسُّدِي

------------------
------------------

حَرْفِي يُماهِي كُلَّ ما وَصَفَتْ يَدِي
فاقْعِي أمامِي واسْتَبِيْحِي مَعْبَدِي

تَيماءُ غارَتْ مُقلتِي في راحَتِي
أسْعَى لأُرْضِي في هَواكِ تَجَلُّدِي

نَفَرَتْ عُيونُ العِشْقِ مِنْ أوْكَارِها
وتَغَرَّبَتْ عَنْ قاعِها المُتَبَدِّدِ

***************************
(18)

يَفَاعَةُ الحَرْف
محمد عبد الحفيظ القصاب

1-10-2005 م
© 2024 - موقع الشعر